كشف تقرير التنقل الصادر عن شركة إريكسون في يونيو 2025 عن تباين كبير في أنماط استهلاك البيانات المتنقلة حول العالم لعام 2024. وباتت بيانات المحمولة الوسيلة الأساسية لتحقيق التواصل خصوصا في المناطق النائية والريفية. وظهرت فجوة رقمية واضحة بين مناطق مختلفة في استخدام بيانات الهاتف المحمول.
تتربع منطقة الهند ونيبال وبوتان على قمة العالم في حركة البيانات المحمولة لكل هاتف ذكي، حيث يبلغ متوسط الاستهلاك الشهري 32 جيجابايت. ويمثل هذا الرقم مستوى استهلاك يفوق ما هو مسجل في أمريكا الشمالية أو أوروبا الغربية بنحو 50%، ويعود هذا التفوق إلى عاملين رئيسيين، الأول هو انخفاض تكاليف البيانات المتنقلة بشكل كبير في الهند، وذلك بفضل المنافسة الشديدة بين كبار مزودي خدمات الاتصالات مثل Reliance Jio وAirtel، مما جعل الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة متاحًا لشريحة واسعة من السكان.
وفيما يتعلق بالعامل الثاني، فيتمثل في أن الهواتف الذكية هي الوسيلة الأساسية، وفي كثير من الأحيان الوحيدة، للوصول إلى الإنترنت في المناطق الريفية. ففي نيبال على سبيل المثال، يستخدم 96% من السكان الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة، بينما لا تمتلك سوى 15% من الأسر أجهزة كمبيوتر، مما يرفع من معدل استهلاك البيانات المحمولة.
استخدام بيانات الهاتف في الأسواق المتقدمة
على صعيد المناطق المتقدمة، أظهر التقرير وجود مستويات استهلاك شهرية متقاربة. ففي كل من أمريكا الشمالية، وأوروبا الغربية، وشمال شرق آسيا، يتراوح متوسط استخدام البيانات المتنقلة بين 20 إلى 22 جيجابايت لكل هاتف ذكي. ورغم أن هذه الأرقام مرتفعة، إلا أنها تظل أقل بكثير من المعدلات المسجلة في منطقة الهند ونيبال وبوتان
وفي المقابل، يبرز التقرير حجم الفجوة الرقمية العالمية من خلال بيانات منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي سجلت أدنى معدل استخدام لـ البيانات المحمولة بلغ 5 جيجابايت فقط شهريًا. ويعود هذا التخلف الكبير إلى التحديات الاقتصادية، حيث تواجه المنطقة تكاليف إنترنت وبيانات أعلى بكثير مقارنة بمتوسط الدخل، مما يجعل الوصول إلى خدمات البيانات المتنقلة أمرًا صعبًا بالنسبة للكثيرين ويحد من قدرتهم على الاستفادة من الفرص التي يوفرها العالم الرقمي.
