أثار قبول الولايات المتحدة رسميًا الطائرة التي أهدتها دولة قطر للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موجة من القلق، إذ يرى البعض أن القرار ينتهك بند المكافآت في الدستور الأمريكي والذي يحظر على المسؤولين الفيدراليين قبول هدايا من الحكومات الأجنبية دون موافقة من الكونغرس.
ومن الناحية العملية، قالت الولايات المتحدة إن الطائرة بوينغ 787-8 المهداة من قطر، سيتم تحديثها واستخدامها كطائرة رئاسية جديدة، ولكن خبراء التعديلات قالوا إن الطائرة تحتاج إلى الكثير من العمل لتكون طائرة رئاسية وهو ما سيستغرق المزيد من الوقت، ولذلك قد لا تكون جاهزة قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويستخدم ترامب حاليًا طائرات بوينغ 747-200B/VC-25A، وهي طائرات مكلفة الإصلاح، ويتفق الجميع على حاجتها إلى تحديث. وقد خدم هذا الطراز ستة رؤساء، من جورج بوش الأب إلى ترامب. وكان ترامب تقدم بطلب للحصول على طائرتين جديدتين بديلتين من بوينغ خلال ولايته الأولى في عام 2018 إلا أن التأخيرات المتكررة أدت إلى تأجيل موعد التسليم إلى عام 2027.
على مدار عقود، حلّق رؤساء الولايات المتحدة في عدة طائرات رئيسية، كان أولها طائرة بوينغ 314 كليبر، التي استخدمها الرئيس فرانكلين د. روزفلت عام 1943 لحضور مؤتمر الدار البيضاء. وكان روزفلت أول رئيس يسافر جوًا خلال توليه منصبه واستخدم تلك الطائرة ليعبر بها المحيط ويزور 3 قارات.
وكانت الطائرة الثانية VC-54C Skymaster من صنع دوغلاس، والتي أطلق عليها صحفيو البيت الأبيض اسم “البيت الأبيض الطائر” أو “البقرة المقدسة” نظرًا للحراسة الأمنية المشددة التي حظيت بها. واستخدمها بعد ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق هاري إس. ترومان، الذي وقع قانون الأمن القومي لعام 1947 على متنها لتأسيس سلاح الجو الأمريكي كقوة جوية مستقلة.
وخلال الفترة بين عامي 1947 و1953، استخدم ترومان طائرة دوغلاس VC-118 Liftmaster، المعروفة باسم “الاستقلال”، نسبةً إلى مسقط رأس الرئيس إندبندنس بولاية ميسوري. تضمنت الطائرة مقصورة رئيسية ومقصورة ثانوية تتسع لـ 24 راكبًا، بالإضافة إلى تحسينات مثل نظام الطيار الآلي ومقياس الارتفاع بالرادار. وفي عهد دوايت د. أيزنهاور، والذي كان يحلق بطائرة لوكهيد كونستليشن/VC-121E، الملقبة بـ”كولومباين 3”. وتم ابتكار هذا المصطلح بعد أن دخلت طائرتان من نفس النوع إلى المجال الجوي نفسه، ولتجنب أي تداخل أو اختلاط لدى مراقبي الحركة الجوية، بدأ يُطلق على أي طائرة تحمل الرئيس اسم “طائرة الرئاسة”، وهو مصطلح استُخدم لاحقًا لوصف الطائرة نفسها.
وفي عام 1959، سلمت شركة بوينغ طائرتها بوينغ 707/VC-137A إلى أيزنهاور، وتلتها طائرة بوينغ 707/VC-137C في عام 1962، والتي استُخدمت الأخيرة حتى عام 1990 وظلت قيد الاستخدام كنسخة احتياطية حتى عام 1998 واستخدمها جون إف كينيدي، وليندون ب. جونسون، وريتشارد إم نيكسون، وجيرالد آر فورد، وجيمس إي كارتر، ورونالد دبليو ريجان، وجورج بوش الأب. وحاليًا، يستخدم الرئيس ترامب طائرتين من طراز بوينغ 747-200B/VC-25A. أما طائرة الهدية القطرية، التي وصفتها وسائل إعلام مختلفة بأنها “قصر في السماء” لفخامة تصميمها، فهي أيضًا من طراز بوينغ.