يشهد العالم تغيرات ديموغرافية متسارعة تؤثر بشكل مباشر على سوق العمل. بالحديث الدائم عن جيل زد في بيئة العمل، فإننا نشهد دخول جيل جديد يُعرف بـ “جيل بيتا” بدءًا من عام 2025، ما يعني تغير تركيبة القوى العاملة، حيث يتوقع أن تخرج أجيال كاملة من سوق العمل، بينما تهيمن الأجيال الشابة على المشهد الاقتصادي. فكيف ستبدو القوى العاملة في عام 2035؟ وما التأثير المتوقع لهذه التغيرات؟
يمثل جيل “بيبي بومرز” (المولودون بين 1946 و1964) حاليًا حوالي 12% من القوى العاملة، ولكن بحلول عام 2035، من المتوقع أن يخرجوا بالكامل من سوق العمل. هذا الجيل، الذي يشكل 20% من سكان الولايات المتحدة ويمتلك نصف الثروة الوطنية، لعب دورًا رئيسيًا في الاقتصاد لعقود. خروجه سيخلق فراغًا كبيرًا، مما يجعل الأجيال الشابة مسؤولة عن سد هذه الفجوة.
جيل “ألفا” (المولودون بين 2010 و2024) حاليًا ليس له تأثير على القوى العاملة، لكنه سيبدأ في دخول السوق تدريجيًا خلال العقد المقبل. بحلول عام 2035، سيمثل 19% من إجمالي العاملين. من المتوقع أن يصبح هذا الجيل الأكبر في التاريخ، حيث سيبلغ تعداده أكثر من 2 مليار شخص، متجاوزًا جميع الأجيال السابقة من حيث الحجم والتأثير.
حاليًا يشكل 27% من القوى العاملة، لكنه سيتراجع إلى 21% بحلول 2035. هذا الجيل معروف بروح المبادرة وريادة الأعمال.
يمثل اليوم 34% من القوى العاملة، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 29%، لكنه سيظل يشكل قوة كبيرة بفضل مهاراته الرقمية.
مع انتشار التكنولوجيا والإنترنت، أصبح هذا الجيل أكثر تكيفًا مع سوق العمل الرقمي. يشكل الآن 27% من القوى العاملة، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 31%، ليصبح الفئة الأكثر نشاطًا اقتصاديًا خلال العقد المقبل.
يعتمد التحليل الديموغرافي على تقسيم الأجيال وفق دورات 15 سنة، حيث يتم تحديد كل جيل وفق العوامل الثقافية والتكنولوجية التي أثرت عليه:
مع تغير تركيبة القوى العاملة، يتجه العالم نحو مستقبل تهيمن عليه الأجيال الشابة، خاصة جيل “زد” و”ألفا”. سيتطلب هذا التحول استراتيجيات جديدة من الشركات والحكومات للتكيف مع احتياجات هذه الأجيال الرقمية. فهل نحن مستعدون لمستقبل العمل في ظل هذه التحولات الديموغرافية؟