أصبحت جزر المالديف أول دولة في العالم تطبق رسميًا حظرًا كاملًا على استهلاك التبغ للأجيال الجديدة، في خطوة تشريعية جذرية وُصفت بالتاريخية، تهدف إلى خلق “جيل خالٍ من الدخان” بشكل كامل.
جزر المالديف تتستهدف جيلًا خاليًا من التدخين
ودخل القانون الجديد حيز التنفيذ يوم السبت، حيث يمنع بشكل قاطع بيع أو شراء أو استخدام أي من منتجات التبغ لأي شخص وُلد في 1 يناير 2007 أو بعد هذا التاريخ.
وتشمل الإجراءات الصارمة حظرًا كاملًا على السجائر الإلكترونية لجميع الفئات العمرية، وأكدت السلطات في جزر المالديف أن هذا الحظر لا ينطبق على المقيمين فقط، بل يشمل أيضًا السياح الزائرين للدولة الجزرية.
ويأتي هذا التشريع الجذري في وقت يواجه فيه العالم ما تصفه منظمة الصحة العالمية بوباء التبغ.
وتشير المنظمة أن التبغ يقتل أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا حول العالم، منهم أكثر من 7 ملايين نتيجة للتعاطي المباشر، وحوالي 1.3 مليون من غير المدخنين يموتون بسبب التعرض للتدخين السلبي، مما يجعله أحد أكبر التهديدات الصحية العامة التي تواجه البشرية.
وتُعتبر جزر المالديف من الدول التي تواجه تحديًا كبيرًا في هذا المجال، فعلى الرغم من صورتها كوجهة سياحية صحية، تعاني جزر المالديف من معدلات تدخين مرتفعة بشكل مقلق.
وتكشف الإحصائيات الرسمية أن نسبة التدخين بين البالغين فوق 15 عامًا تصل إلى حوالي 26.6%، وهي نسبة عالية مقارنة بالمتوسطات العالمية.
ويُعزى هذا الارتفاع بشكل كبير لانتشاره بين الذكور، حيث يدخن حوالي 43.6% من الذكور البالغين، مقابل 3.7% فقط من الإناث.
ويكمن الخطر الأكبر، الذي يسعى القانون الجديد لمواجهته، في انتشار التدخين بين الشباب، فقد أظهرت تقارير حديثة لوكالة حماية الصحة في جزر المالديف أرقامًا صادمة، حيث أفادت بأن حوالي 45.7% من الطلاب في الفئة العمرية (13-15 عامًا) هم من مستخدمي التبغ.
ويكتسب نجاح جزر المالديف في إقرار هذا القانون أهمية إضافية، خاصة عند مقارنته بالتجربة النيوزيلندية، ففيما كانت نيوزيلندا قد قدمت تشريعًا مشابهًا في عام 2022، تراجعت الحكومة الائتلافية الجديدة عن القرار في 2023.
وبررت وزيرة المالية النيوزيلندية الإلغاء حينها بأن إيرادات ضرائب السجائر ضرورية لتمويل التخفيضات الضريبية، وهو ما أثار انتقادات واسعة من خبراء الصحة العامة.
ووصفت السيدة الأولى في جزر المالديف، ساجدة محمد، هذه الخطوة بأنها “تاريخية”، وقالت في منشور على منصة “إكس” إنها «خطوة شجاعة ومدعومة علميًا لكسر حلقة الإدمان المفرغة والوقاية من الأمراض.
وشهد بدء تطبيق القانون مسيرة وطنية بالشعلة، شارك فيها أطفال مدارس وممثلون عن الحكومة المحلية ومسؤولون من وزارة الصحة، في إشارة رمزية لبدء عهد جديد.













