تؤكد دراسات علمية حديثة أن دمج التنفس الواعي في الروتين اليومي يمكن أن يغير طريقة تعامل الإنسان مع التوتر والضغوط الحياتية، فهذه التقنية البسيطة تساعد على تنظيم العواطف، وتحسين الحالة المزاجية، مما يمنح الإنسان توازنًا نفسيًا أكبر في مواجهة تحديات الحياة اليومية.
التنفس الواعي هو تأمل يركز على تنفسك، ويتضمن الانتباه إلى الأحاسيس الجسدية للتنفس لتنمية وعي عفوي باللحظة الراهنة، قد يكون هذا مثل مراقبة صدرك وهو يرتفع وينخفض مع كل نفس، أو الإحساس بحركة الهواء عبر أنفك.
وتشير الأبحاث إلى أن ممارسة التنفس الواعي يمكن أن توفر فوائد صحية جسدية وعقلية، مثل تقليل أعراض القلق والاكتئاب والألم المزمن، مع تحسين الانتباه والذاكرة والمرونة الإدراكية.
وتُظهر الأبحاث أن التنفس الواعي يخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، وينظّم هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، كما يعزز من مرونة الجهاز العصبي ويزيد من القدرة على التكيف مع الضغوط المفاجئة.
أكد إيرول دويبلر، العميل السابق في قوات النخبة البحرية (SEALS) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، أنه استخدم التنفس الواعي كأداة للبقاء في المواقف الخطرة، ثم كوسيلة لتربية أطفاله والتعامل مع ضغوط الحياة الأسرية، حيث قال دويبلر: “ضغوط الحياة الحقيقية لا تقل صعوبة عن أي مهمة عسكرية، لكن التنفس يمنحنا مساحة للتفكير قبل أن ننفعل”.
تعلم دويبلر أهمية التحكم في النفس خلال التدريبات القاسية، حيث لاحظ أن التنفس العميق من الأنف والزفير القوي من الفم يعيدان له الهدوء، وبعد سنوات، اكتشف أن ما كان يمارسه هو أحد أشكال التنفس الواعي.
تحوّل التنفس الواعي لدى دويبلر من مهارة عسكرية إلى عادة أسرية، فهو يمارسه أثناء العمل من المنزل أو أثناء تدريب أطفاله على رياضة الهوكي، وعندما يتعرض أحدهم للسقوط أو الخوف، يعلمه دويبلر أن يستنشق من أنفه ويزفر من فمه حتى يستعيد هدوءه، ثم يتابع اللعب بثقة، وأصبحت هذه الطريقة البسيطة وسيلة فعالة لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع القلق والارتباك.
لا تقتصر فوائد التنفس الواعي على المواقف الفورية، بل تمتد لتشمل الحد من التوتر المزمن والإرهاق العقلي، خصوصًا لدى الأمهات العاملات اللواتي يعانين من الضغط العاطفي والإرهاق الذهني اليومي، فبحسب دراسات حديثة، فإن النساء يتحملن العبء الأكبر في إدارة شؤون المنزل والعلاقات الاجتماعية، مما يجعل من التنفس المنتظم أداة حيوية لإعادة التوازن النفسي والجسدي لديهن.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
كيف تساعد الميكروبات المعوية أدمغتنا على النوم؟