تُعتبر الحُمّى من الأعراض الأكثر شيوعًا التي تُثير قلق الآباء والأمهات، خصوصًا عندما تصيب الأطفال الصغار. ورغم أن ارتفاع درجة الحرارة لا يُعد مرضًا بحد ذاته، بل إشارة إلى أن الجسم يقاوم عدوى أو التهابًا، إلا أن التعامل الصحيح مع هذه الحالة يُعد أمرًا بالغ الأهمية. في هذا التقرير نسلّط الضوء على أعراض ارتفاع الحرارة عند الأطفال، والأدوية المناسبة، وأساليب علاج ارتفاع الحرارة عند الاطفال في المنزل بأمان، مع توضيح متى يصبح التدخل الطبي ضروريًا.
ما هي الحُمّى ومتى نعتبرها خطيرة؟
الحُمّى تعني ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 36.5 و37.5 مئوية. ويُقاس هذا الارتفاع بوسائل مختلفة مثل مقياس الحرارة الشرجي أو الفموي أو عن طريق الأذن والجبهة. وبحسب “مايوكلينك” يختلف الإجراء المتبع في حالة ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال على حسب العمر على النحو التالي:
عند الرضع من عمر 0 إلى 3 أشهر.. ارتفاع الحرارة إلى 38 مئوية أو أكثر يُعتبر مؤشرًا يستدعي زيارة الطبيب فورًا، حتى في حال غياب الأعراض الأخرى، نظرًا لضعف جهازهم المناعي.
عند الأطفال من 3 إلى 6 أشهر.. يمكن الانتظار إذا لم تتجاوز الحرارة 38.9 مئوية وكان الطفل نشيطًا نسبيًا، أما إذا تخطت هذا الحد أو ظهرت أعراض مقلقة، فيجب استشارة الطبيب.
بعد عمر السنتين.. يُمكن للأهل متابعة الطفل في المنزل إذا لم تتجاوز الحرارة 38.9 مئوية، مع الحرص على الراحة والسوائل، لكن استمرار الحُمّى لأكثر من 3 أيام يتطلب تدخلًا طبيًا.
إلى جانب الرقم الذي يظهر على ميزان الحرارة، تظهر علامات أخرى تساعد الأهل على التعرّف إلى حالة الطفل، وهذه العلامات لا تحدد سبب الحُمّى، لكنها تساعد على تقييم مدى انزعاج الطفل وحاجته إلى العلاج أو التدخل الطبي، ومنها:
حين يكون الهدف تخفيف الانزعاج، يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية التي أثبتت فعاليتها وأمانها عند الالتزام بالتعليمات:
يُعد الخيار الأول في معظم الحالات. وهو آمن لجميع الأعمار، لكن يجب الالتزام بالجرعة حسب الوزن، ويُعطى كل 4 إلى 6 ساعات، ولا يُنصح بتجاوز 5 جرعات خلال اليوم.
مناسب للأطفال فوق عمر 6 أشهر. ويتميز بفعالية أطول في خفض الحرارة، حيث يمكن إعطاؤه كل 6 إلى 8 ساعات، ويُمنع استخدامه إذا كان الطفل مصابًا بالجفاف الشديد أو بجدري الماء أو بعض مشكلات الكلى.
يُمنع تمامًا إعطاؤه للأطفال والمراهقين بسبب خطر الإصابة بمتلازمة راي، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة. ويُشدد الأطباء على ضرورة عدم إعطاء أكثر من دواء يحتوي على المادة الفعالة نفسها (مثل الباراسيتامول وتايلينول، فهما الشيء نفسه)، لتجنب مخاطر الجرعات الزائدة.
وتُعد هذه الخطوات أساسًا في علاج حرارة الأطفال، وقد تُغني عن استخدام الأدوية في حال كانت الحُمّى خفيفة والطفل مرتاحًا نسبيًا. ورغم إمكانية السيطرة على معظم حالات علاج ارتفاع الحرارة عند الاطفال في المنزل، إلا أن بعض الأعراض تستوجب زيارة الطبيب بشكل عاجل:
اقرأ أيضًا:
هذا ما تفعله الحرارة المرتفعة بالجسم
ما هي الأمراض الناجمة عن الحرارة؟ وكيف يتعامل معها أطباء قسم الطوارئ؟
كيف تؤثر درجات الحرارة العالية على الأدوية؟