يلعب كل فيتامين دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الجسم، وأي نقص فيه يترك أثرًا قد يكون بسيطًا في البداية مثل الإرهاق أو جفاف البشرة، لكنه قد يتطور إلى مشاكل صحية خطيرة. وتختلف طبيعة الأعراض باختلاف نوع الفيتامين المفقود، كما أن بعض الأمراض المزمنة تزيد من شدة هذه الأعراض أو تعيق امتصاص الجسم للعناصر الغذائية. ولحسن الحظ، فإن تعديل النظام الغذائي أو الاعتماد على مكملات مناسبة يساعد في تفادي الكثير من المضاعفات.
هناك بعض التأثيرات الصحية السلبية التي قد تنتج عن نقص الفيتامينات ومنها:
يُعَد التعب المستمر من أبرز العلامات التي تشير إلى نقص الفيتامينات. فنقص فيتامين د مثلًا يرتبط بضعف العضلات وهشاشة العظام، ويؤدي إلى فقدان النشاط. ورغم أن بعض الأبحاث أوضحت أن تعويضه بمكملات غذائية قد يحسّن من مستويات الطاقة، إلا أن النتائج ليست دائمًا مؤكدة. كذلك فإن معظم فيتامينات ب (باستثناء ب9) ومعها فيتامين ج تدخل في عملية إنتاج الطاقة على مستوى الخلية، وبالتالي فإن أي نقص فيها ينعكس مباشرة على الأداء الجسدي. أما نقص الحديد، فهو يؤدي إلى فقر دم يقلل من قدرة الدم على إيصال الأكسجين للأنسجة، مما يسبب إرهاقًا متواصلًا وشعورًا بالدوار.
من المؤشرات التي لا تخطئها العين جفاف الجلد وفقدان الشعر لحيويته. هذه الأعراض غالبًا ما ترتبط بنقص فيتامين أ، وب7 (البيوتين)، وج، إضافة إلى د. وكثير من منتجات التجميل والعناية بالبشرة تعتمد على هذه الفيتامينات، غير أن الاعتماد الأساسي يجب أن يكون على الغذاء المتوازن. ومن الضروري الحذر عند استخدام تركيزات عالية من فيتامين أ مثل الريتينول، إذ إن الإفراط فيه قد يسبب تهيجًا أو أضرارًا جلدية.
يُعزى ظهور كدمات متكررة أو حدوث نزيف بسهولة غالبًا إلى نقص فيتامين ج المسؤول عن إنتاج الكولاجين، أو إلى نقص فيتامين ك اللازم لتخثر الدم. كما أن ضعف التئام الجروح يُشير إلى قصور في بعض الفيتامينات مثل أ ود ومجموعة ب وج عند دمجه بالزنك والأرجينين. هذه العناصر تساعد في بناء الأنسجة وتسريع التعافي، إضافة إلى تعزيز مناعة الخلايا من خلال نشاطها كمضادات أكسدة.
يؤثر نقص بعض الفيتامينات مباشرة على قدرة الجهاز المناعي في مواجهة الأمراض، لا سيما فيتامين أ وج ود. عند غياب هذه العناصر، يصبح الجسم أكثر عرضة للالتهابات والنزلات المتكررة.
تحتاج العظام إلى فيتامينات عدة للحفاظ على صلابتها، مثل أ، وب6، ود. وقد أظهرت دراسات أن غياب هذه الفيتامينات يضعف الكثافة العظمية ويزيد من خطر الكسور، لكن لا يوجد اتفاق علمي قاطع حول قدرة المكملات على منعها بشكل نهائي.
يظهر نقص الفيتامينات أيضًا في هيئة تغيّر لون البشرة. فشحوب الوجه قد يكون نتيجة نقص فيتامينات ب6، ب9، ب12، بينما التصبغات الداكنة ترتبط بنقص ب12 أو د، خاصة لدى أصحاب البشرة الداكنة. أما البقع الفاتحة وفقدان التصبغ فربما تكون علامة على انخفاض فيتامين د عند ذوي البشرة الفاتحة.
قد يُظهر نقص الفيتامينات نفسه في صور متعددة مثل: تساقط الشعر، مشاكل الهضم، الدوخة، فقدان الوزن دون سبب، الصداع، ضعف الرؤية الليلية، برودة الأطراف، نزيف اللثة، ألم العظام، اضطرابات الذاكرة، عدم انتظام ضربات القلب وحتى تغييرات في السلوك. وفي الحالات الطويلة الأمد، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات أشد خطورة يصعب علاجها. بعض الأعراض الأقل شيوعًا تشمل متلازمة تململ الساقين، اضطرابات النوم، وزيادة احتمالية السكتة الدماغية.
من أكثر الأسباب شيوعًا لنقص الفيتامينات هو النظام الغذائي غير المتوازن. فالأشخاص النباتيون أو الذين يمتنعون عن تناول منتجات حيوانية معرضون لنقص ب12، أما من يتجنبون الألبان فقد يعانون من نقص د. أيضًا، الأنظمة الخالية من الغلوتين قد تقلل من الحصول على حمض الفوليك، بينما الاعتماد المفرط على الأغذية المصنعة يؤدي إلى نقص هـ.
كما أن قلة التعرض للشمس تمثل سببًا رئيسيًا آخر لانخفاض فيتامين د، خصوصًا في المناطق الباردة خلال الشتاء. أما من الناحية الطبية، فإن أمراضًا مثل السيلياك وكرون وتليف الكبد أو أمراض الكلى تُضعف امتصاص الفيتامينات من الأمعاء، ما يؤدي إلى نقص مزمن رغم تناول غذاء كافٍ.
ويعتمد علاج نقص الفيتامينات على ثلاث خطوات أساسية:
أثبتت الدراسات أن انخفاض بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم قد يكون له علاقة وثيقة باضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب. فاتباع نظام غذائي متوازن يُزوّد الجسم والدماغ بما يحتاجانه من عناصر أساسية يُساعد على الحفاظ على الصحة النفسية. أما الحرمان من هذه العناصر فيمكن أن يُضعف قدرة الدماغ على أداء وظائفه بشكل طبيعي، مما ينعكس سلبًا على الحالة المزاجية.
وترتبط بعض أنواع الاكتئاب بنقص عناصر غذائية أساسية، مثل ب1، ب3، ب6، ب9، ب12 إضافة إلى فيتامين ج وفيتامين د. وقد يساعد تناول هذه الفيتامينات على تحسين المزاج، لكنه لا يُغني أبدًا عن الأدوية النفسية الموصوفة. لذلك من المهم استشارة الطبيب قبل إدخال أي مكملات جديدة أو التوقف عن العلاجات الدوائية.
أهم الفيتامينات والمعادن المؤثرة في القلق والاكتئاب:
يُسهم هذا الفيتامين في إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن توازن المزاج. و قد يكون انخفاض مستوياته من العوامل المساعدة في ظهور أعراض القلق أو الاكتئاب، ولا تزال الأبحاث جارية للتأكد من مدى قوة هذا الارتباط.
المعروف باسم “فيتامين الشمس”، إذ يُنتج الجسم جزءًا منه عند التعرض لأشعة الشمس، إلى جانب وجوده في بعض الأطعمة. هذا الفيتامين أساسي لتصنيع السيروتونين والدوبامين، وهما هرمونا السعادة اللذان يلعبان دورًا محوريًا في استقرار المزاج.
يُعتبر من العناصر المهمة لإنتاج النواقل العصبية، وقد وجدت العديد من الدراسات صلة بين انخفاض نسبته في الجسم وزيادة احتمالية الإصابة بالقلق أو الاكتئاب.
معدن يدخل في مئات التفاعلات الحيوية داخل الجسم، ومن أبرز أدواره أنه يساعد الجهاز العصبي على تنظيم استجابته للتوتر. وقد يجعل نقص المغنيسيوم الشخص أكثر عرضة للتقلبات المزاجية والشعور بالقلق.
هذه الدهون الأساسية لا يُنتجها الجسم بنفسه، بل يحصل عليها من النظام الغذائي. وقد تبيّن أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من أوميغا 3 غالبًا ما يُعانون من معدلات أقل من الاكتئاب.
يُعد كلاهما ضروريًا لسلامة الوظائف العصبية والتوازن النفسي. ويمكن أن ترتبط قلة الحديد أو الزنك بزيادة مشاعر القلق والاكتئاب.
اقرأ أيضًا:
مكملات الفيتامينات.. درع مناعي أم وهم صحي؟
للحصول على أكبر فائدة.. إليك أفضل طريقة لتناول الفيتامينات
ما هي أفضل طريقة لمد الأطفال بالفيتامينات وأسباب نقصها؟.. استشارية تغذية توضح