يبدو أن أسطورة الغذاء العضوي هو الأفضل دائمًا، أو هو الخيار الصحي دائمًا ليست صحيحة تماما.. فهناك أوقات قد يكون فيه الغذاء العضوي أكثر ضررًا من الأغذية التقليدية المعالجة الأخرى.. وحتى نفهم كيف يمكن أن يحدث هذا.. سنعود إلى حادثة حصلت خلال الأسبوعين الماضيين.. إذ استرجعت الشركة العملاقة في إنتاج وشحن الجزر “Grimmway Farms” في كاليفورنيا.. كميات كبيرة من الجزر العضوي المعبأ بسبب تلوثه ببكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli). هذا الحادث أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الأغذية العضوية أكثر أمانًا وصحة مقارنة بالمنتجات التقليدية. في حين أن المنتجات العضوية تحمل وعودًا بجودة أعلى، إلا أن الواقع قد يكون مختلفًا.
تُصنف الأغذية على أنها عضوية إذا كانت تفي بمعايير وزارة الزراعة الأمريكية (USDA). هذه المعايير تشمل الزراعة بدون كائنات معدلة وراثيًا أو الإشعاعات المؤينة، واستخدام تربة خالية من المواد المحظورة لمدة ثلاث سنوات على الأقل. يُسمح باستخدام بعض المبيدات الحشرية العضوية، ولكن اللوائح تركز على ممارسات الزراعة فقط ولا تضمن سلامة المنتج النهائي.
تشير الدراسات إلى أن الأغذية العضوية ليست بالضرورة أقل عرضة للتلوث. على سبيل المثال، أظهرت مراجعة عام 2012 أن خطر التلوث ببكتيريا E. coli لا يختلف بين المنتجات العضوية والتقليدية. في الواقع، قد تزيد بعض ممارسات الزراعة العضوية، مثل استخدام السماد العضوي، من مخاطر الأمراض المنقولة بالغذاء.
يعتقد البعض أن الأغذية العضوية تقلل من التعرض للمواد الكيميائية وتمنع الأمراض المزمنة مثل السرطان. ومع ذلك، أظهرت دراسة عام 2021 أن أكثر من 99% من العينات العضوية وغير العضوية كانت ضمن معايير بقايا المبيدات التي حددتها وكالة حماية البيئة. بينما وجدت بعض الأبحاث صلة بين الأغذية العضوية وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، يشير الخبراء إلى أن العوامل الأخرى، مثل نمط الحياة الصحي، قد تكون السبب الرئيسي.
الأغذية العضوية تقدم ميزات في الزراعة المستدامة، لكنها ليست دائمًا أكثر أمانًا أو صحة من نظيراتها التقليدية. الاختيار بين المنتجات العضوية والتقليدية يجب أن يعتمد على تفضيلات المستهلك الفردية، مع التركيز على تناول نظام غذائي متوازن يتضمن الأطعمة النباتية كجزء أساسي من نمط حياة صحي.
