يعد سلوك المرونة مهمًا للغاية في أداء المهام الوظيفية والتعامل مع الأشخاص في الحياة اليومية وغير ذلك، ولكن هل هذه الصفة ثابتة يولد بها الإنسان؟ أم أنها مهارة يمكن تطويرها؟
قالت راشيل جولدسميث تورو، وهي طبيبة نفسية، إن المرونة، والتي تعرف بأنها إدارة التوتر بطرق فعالة، مهارة يمكن تطويرها.
وأوضحت “جولدسميث” أن المرونة ليست صفة واحدة، بل هي العديد من المكونات التي تساهم بشكل مختلف في مجموعة من نقاط القوة والمواقف.
على سبيل المثال، قد يتعامل الشخص مع المشكلات المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية بشكل جيد، في حين أنه لا يقدر على التعامل مع الضغط الناتج عن الازدحام المروري.
وأشارت أن بعض العناصر الأساسية للمرونة هي عوامل خارجة عن سيطرة الفرد إلى حد كبير، مثل زيادة الدخل والتعليم ووجود بيئات داعمة.
وأضافت أن بعض الأشياء التي يمكن القيام بها في الحياة اليومية، مثل ممارسة الرياضة والهوايات والأنشطة والحصول على النوم الكافي هي من عوامل تنمية المرونة، بالإضافة إلى بناء العلاقات الداعمة، ومهارات تحمل الضيق وتنظيم العواطف، والتأمل، وممارسة قدر أقل من النقد الذاتي.
استشهدت الطبيبة راشيل جولدسميث تورو بدراسات حول الطرق التي اتبعها الناس للتحلي بالمرونة لتجاوز أزمة جائحة “كوفيد-19”.
تشير الدراسات إلى أن نفس العناصر الأساسية المذكورة أعلاه ساعدت الناس على التغلب على الوباء، أي من خلال التمتع بمزيد من الرفاهية.
وقالت إنه “في بعض الأحيان تساهم المشاعر أو التجارب المؤلمة في تنمية الشخصية”، حيث “يشير نمو ما بعد الصدمة إلى التغيرات الإيجابية التي أبلغ عنها بعض تعرضه الناس لصدمة ما”.
وأضافت: “بدلًا من أن تتوقع من نفسك أن تشعر دائمًا بالرضا أو أن تتعافى سريعًا، قد يكون من الحكمة في بعض المواقف أن تسمح لنفسك بتجربة المشاعر التي تساعدك على النمو الشخصي”.
وقالت “جولدسميث” إن “المرونة أكثر تعقيدًا من كونك قويًا عقليًا أو لا تسمح للأشياء بالتأثير عليك، حيث أن الضغط على نفسك لتبدو بخير عندما لا تكون كذلك قد يجعل الأمور أسوأ ويمنعك من طلب الدعم”.
وواصلت: “في بعض الأحيان، يكون تغيير البيئات المجهدة، مثل العمل أو الوضع المعيشي، بدلاً من مجرد التكيف معها، خيارًا أكثر صحة”.
اقرأ ايضاً :
لماذا لا يصاب الجميع باضطراب ما بعد الصدمة؟
هل زيادة الوزن لدى الأطفال والبالغين مرتبطة بعصير الفاكهة؟
ماذا لو أصبت بكورونا.. متى يمكنك الحصول على اللقاح؟
