قفزة تاريخية لإنفيديا بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي

أكتوبر ٢٩, ٢٠٢٥

شارك المقال

قفزة تاريخية لإنفيديا بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي

حققت شركة إنفيديا قفزة تاريخية في الأسواق المالية، اليوم الأربعاء، بعدما تخطت قيمتها السوقية حاجز 5 تريليونات دولار، لتصبح أول شركة في العالم تصل إلى هذا المستوى غير المسبوق، مدفوعة بالطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي التي تشكّل العمود الفقري للثورة التقنية العالمية الحالية.

وشهد سهم الشركة ارتفاعًا بنسبة تقارب 3% مع افتتاح جلسة الأربعاء، ما عزز مكاسب السهم التي تجاوزت 50% منذ بداية عام 2025، ليواصل بذلك أداءه المميز ضمن قائمة الشركات الأعلى ربحًا في مؤشر S&P 500. ويأتي هذا الإنجاز بعد فترة وجيزة من تجاوز الشركة حاجز 4 تريليونات دولار قبل نحو ثلاثة أشهر فقط، في إشارة إلى النمو المتسارع الذي تعيشه إنفيديا بفضل توسّعها في سوق الذكاء الاصطناعي، الذي بات محركًا رئيسيًا لقيمتها السوقية.

وتزامن هذا الارتفاع مع أنباء عن احتمال عقد لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ لمناقشة فتح السوق الصينية أمام رقائق إنفيديا المتقدمة، وهو ما أثار موجة تفاؤل بين المستثمرين. وفي مؤتمر GTC للذكاء الاصطناعي الذي استضافته واشنطن مؤخرًا، قدّم الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ عرضًا موسّعًا لرؤية الشركة المستقبلية، موضحًا أن تقنياتها ستشكل الأساس لتشغيل كل شيء من السيارات ذاتية القيادة إلى شبكات الاتصالات والمصانع المؤتمتة.

قلب صناعة الذكاء الاصطناعي

وتُعدّ إنفيديا اليوم القلب النابض لصناعة الذكاء الاصطناعي، إذ تعتمد مراكز البيانات العالمية على معالجاتها لتشغيل النماذج اللغوية الضخمة وتطبيقات الذكاء الصناعي التوليدي، مثل ChatGPT. كما وسّعت الشركة استثماراتها مؤخرًا في شركات التقنية الكبرى، في خطوة تعزز حضورها داخل النظام التقني العالمي. وتأتي هذه الطفرة في الوقت الذي تجاوزت فيه شركة آبل بدورها حاجز 4 تريليونات دولار في قيمتها السوقية، ما يعكس الزخم الذي تشهده أسهم التقنية، رغم اشتداد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.

كما أعلنت إنفيديا عن اتفاق استراتيجي مع OpenAI، يتضمن توريد شرائح متطورة بمليارات الدولارات، مقابل استثمار تدريجي من إنفيديا يُقدّر بنحو 100 مليار دولار. وفي المقابل، ضخت الشركة استثمارًا بقيمة 5 مليارات دولار في إنتل ضمن مسعى لدعم صناعة الرقائق في الولايات المتحدة. ورغم هذا النمو المتسارع، تزداد التحذيرات من أن وتيرة الإنفاق الضخمة على الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تكوين فقاعة اقتصادية جديدة، خصوصًا مع غياب مؤشرات واضحة على العائد طويل الأجل لهذه الاستثمارات.

لكن إدارة إنفيديا ترى مستقبلًا أكثر إشراقًا، إذ توقّعت أن يصل حجم الإنفاق العالمي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي إلى 4 تريليونات دولار بحلول نهاية العقد الحالي. وفي الربع الأخير وحده، سجلت الشركة صافي دخل تجاوز 26 مليار دولار. ويؤكد المحللون أن إنفيديا لم تعد مجرد شركة لتصميم الرقائق، بل أصبحت المحرك الرئيس لصناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها، وصوتًا مؤثرًا في معادلات المنافسة التقنية بين الولايات المتحدة والصين.

أما الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ، الذي بلغت ثروته نحو 179 مليار دولار، فيُعد اليوم من أبرز رموز وادي السيليكون، إذ قاد الشركة منذ تأسيسها عام 1993 نحو صدارة مشهد التقنية العالمي بفضل معالجات H100 وBlackwell التي أصبحت أساس التطبيقات الذكية الحديثة. ويُتوقع أن تكشف إنفيديا عن نتائجها المالية في 19 نوفمبر المقبل، في وقتٍ يتطلع فيه المستثمرون إلى مؤشرات جديدة حول استدامة النمو الهائل في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي أعاد رسم خريطة الاقتصاد الرقمي العالمي.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech