تُعدّ شركة إنفيديا، عملاق التكنولوجيا الأمريكي ومقرها سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، واحدة من أبرز قصص النجاح في عالم الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبحت الرائدة عالميًا في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي التي تُشغّل مراكز البيانات العملاقة لشركات مثل OpenAI، مطوّرة برنامج ChatGPT الشهير.
ومع اقتراب قيمتها السوقية من خمسة تريليونات دولار، تحوّلت إنفيديا إلى لاعب محوري في الاقتصاد العالمي، لكن هذا النجاح وضعها أيضًا في قلب التوترات التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين.
أصبحت رقائق إنفيديا المتقدمة ورقة تفاوض رئيسية في الخلاف التجاري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والصين، وهو الخلاف الذي بدأ بفرض تعريفات جمركية شاملة في أبريل، ثم تصاعد مع نزاعات المعادن الأرضية النادرة التي تمثل أساسًا لصناعة التكنولوجيا المتقدمة.
ففي السنوات الأخيرة، كثّفت الحكومة الأمريكية جهودها لتقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا الأمريكية في محاولة لإبطاء تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي، مما سمح للولايات المتحدة بأخذ زمام المبادرة. وواصل ترامب هذا النهج في أبريل الماضي، حين فرض قيودًا جديدة على وصول الصين إلى الرقائق الأمريكية، بما في ذلك رقاقة H20 من إنفيديا، في إطار تصاعد الحرب التجارية بين الجانبين.
ووفقًا لتقرير شبكة ” CNN” الأمريكية، زاد ذلك من تعقيد علاقة إنفيديا مع الصين، التي تمثل نحو 25% من مبيعات الشركة من وحدات معالجة الرسومات، وفقًا لتقديرات جيل لوريا، رئيس أبحاث التكنولوجيا في شركة D.A. Davidson. ومع تصاعد شعبيتها العالمية، وجدت إنفيديا نفسها في قلب جدل متزايد بعد اتهامات بالسماح للصين بالالتفاف على قيود التصدير الأمريكية، في ظل استمرار التوترات التجارية بين البلدين.
قال لوريا: “لقد وقعت إنفيديا في مأزقين بالغي الأهمية وهما؛ النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة والأهم من ذلك، أن الذكاء الاصطناعي أصبح مسألة أمن قومي”.
ومن جانبه، حذّر جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، من أن تقييد مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي الأمريكية إلى الصين، سيسمح للمطورين الصينيين في نهاية المطاف من ابتكار بدائل خاصة بهم.
وانتقل جينسن صاحب الـ 62 عام، في طفولته إلى الولايات المتحدة حيث درس في جامعتي ولاية أوريغون وستانفورد. وفي عام 1993 شارك في تأسيس إنفيديا كشركة لمعالجات الرسومات. ويُعدّ هوانغ، الذي تُقدّر ثروته بـ167 مليار دولار وفق بلومبيرغ، من أبرز رموز النجاح في سباق رقائق الذكاء الاصطناعي في تايوان، وقد عمل سابقًا في شركة AMD المنافسة.
تُعدّ إنفيديا المزوّد الرئيسي للرقائق التي تُشغّل مراكز البيانات الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لأرون سونداراراجان، أستاذ التكنولوجيا والعمليات والإحصاء في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، فقد أسست إنفيديا فعليًا البنية التحتية الأساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الطلب على تقنياتها.
أعلنت شركة إنفيديا في سبتمبر، عزمها استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في شركة OpenAI، على أن تقوم بتزويدها برقائق مراكز البيانات بحلول أواخر عام 2026. وفي الوقت نفسه، تخوض إنفيديا منافسة محتدمة مع شركة AMD للفوز بعقود مع شركاء رئيسيين مثل OpenAI، التي كشفت يوم الاثنين عن خططها لاستخدام 6 جيجاواط من رقائق AMD لتشغيل مراكز بياناتها.
ومن جانبه قال متحدث باسم إنفيديا، “لا شك أن المنافسة قد انطلقت فعليًا. سيختار العملاء أفضل حزمة من التقنيات لتشغيل أبرز التطبيقات التجارية ونماذج المصدر المفتوح حول العالم، وسنواصل العمل على كسب ثقة ودعم المطورين الرئيسيين في كل مكان.
اقرأ أيضًا:
إنفيديا تحقق قيمة سوقية تاريخية تبلغ 4 تريليونات دولار
إنفيديا تقترب من لقب الشركة الأكثر قيمة في العالم
في معركة أشباه الموصلات.. شركات تصلح لتكون بديلة لـ “إنفيديا”