يوليو ٤, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
إنفيديا تقترب من لقب الشركة الأكثر قيمة في العالم

لامست القيمة السوقية لشركة إنفيديا اليوم الخميس، حاجز 3.92 تريليون دولار، متجاوزة لفترة وجيزة الرقم القياسي التاريخي الذي سجلته شركة أبل كأكثر شركة قيمة على الإطلاق، في مؤشر واضح على الهيمنة المتزايدة لصانعة الرقائق في عصر الذكاء الاصطناعي. ورغم أن سهم إنفيديا أغلق على قيمة أقل بقليل عند 3.89 تريليون دولار، فإن هذا الصعود يعكس الرهانات الهائلة التي تضعها وول ستريت على دور إنفيديا المحوري في الثورة التقنية القادمة.

إن هذا الإنجاز المالي لم يأت من فراغ، بل هو تتويج لسنوات من الابتكار التقني، وزيادة هائلة في الطلب على منتجات الشركة التي أصبحت العمود الفقري للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي حول العالم. ويعكس هذا الصعود تحولًا كبيرًا في موازين القوى في عالم التقنية، حيث تتنافس شركة إنفيديا الآن مع عمالقة مثل مايكروسوفت وأبل على قمة الأسواق العالمية.

الطلب الهائل على رقائق إنفيديا للذكاء الاصطناعي

يكمن السبب الرئيسي وراء هذا الصعود المذهل في الطلب غير المسبوق على معالجات إنفيديا المتطورة. فمع تسابق شركات التقنية الكبرى مثل مايكروسوفت، وأمازون، وميتا، وألفابت لبناء مراكز بيانات ضخمة مخصصة للذكاء الاصطناعي، أصبحت رقائق إنفيديا هي الخيار الأول لتدريب أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.

وقد وصف جو سالوزي، المدير المشارك للتداول في شركة “ثيميس تريدينغ”، هذا الوضع بالقول: “عندما تجاوزت قيمة أول شركة تريليون دولار، كان الأمر مذهلاً. والآن نتحدث عن أربعة تريليونات دولار، وهو أمر مذهل. هذا يدل على وجود هذا الإقبال الهائل على الإنفاق على الذكاء الاصطناعي”. هذا السباق العالمي للاستحواذ على تقنية الذكاء الاصطناعي جعل من منتجات شركة إنفيديا سلعة لا غنى عنها.

تاريخ إنفيديا من ألعاب الفيديو إلى قيادة وول ستريت

لم تكن إنفيديا دائمًا في قلب هذه الثورة. فقد تأسست الشركة في عام 1993 على يد رئيسها التنفيذي الحالي، جنسن هوانغ، كشركة متخصصة في تصميم وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التي كانت تحظى بشعبية خاصة بين عشاق ألعاب الفيديو. لكن مع مرور الوقت، تبين أن هذه التقنية، التي تم تطويرها في الأساس لتشغيل الألعاب، تمتلك قدرات حسابية هائلة تجعلها مثالية لتشغيل أعباء عمل الذكاء الاصطناعي المعقدة.

هذا التحول الاستراتيجي نقل إنفيديا من شركة متخصصة إلى مقياس لأداء صناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها. وفي اعتراف بأهميتها المتزايدة، انضمت الشركة في نوفمبر من العام الماضي إلى مؤشر “داو جونز” الصناعي المرموق، لتحل محل شركة صناعة الرقائق المخضرمة إنتل، في خطوة رمزية عكست التحول الكبير في صناعة أشباه الموصلات.

تحليل أداء سهم إنفيديا وقيمته السوقية

شهد سهم إنفيديا نموًا استثنائيًا على مدى السنوات الأربع الماضية، حيث قفزت القيمة السوقية للشركة من 500 مليار دولار في عام 2021 إلى ما يقرب من 4 تريليونات دولار الآن، أي بزيادة تبلغ ثمانية أضعاف. ولإعطاء هذا الرقم حجمه الحقيقي، تتجاوز قيمة إنفيديا الآن القيمة الإجمالية لسوقي الأسهم الكندية والمكسيكية مجتمعين، كما تتجاوز القيمة الإجمالية لجميع الشركات المدرجة في بورصات المملكة المتحدة.

ورغم هذا الارتفاع الكبير، يرى بعض المحللين أن تقييم سهم إنفيديا لا يزال “متواضعًا نسبيًا”. فنسبة السعر إلى الأرباح المتوقعة تبلغ حاليًا 32 ضعفًا، وهي أقل من متوسطها على مدى السنوات الخمس الماضية البالغ 41 ضعفًا. ويعود ذلك إلى أن تقديرات أرباح الشركة المستقبلية ترتفع بوتيرة أسرع من ارتفاع سعر السهم نفسه.

تحديات ومخاطر تواجه إنفيديا

على الرغم من هذا النجاح، تواجه شركة إنفيديا مجموعة من التحديات والمخاطر. فقد شهد السهم بداية بطيئة للعام، متأثرًا بالمخاوف بشأن الرسوم الجمركية العالمية والنزاع التجاري بين الرئيس ترامب وبكين. كما أثارت شركة “DeepSeek” الصينية الناشئة موجة بيع في يناير، بعد أن أطلقت نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة تفوق على منافسين غربيين، مما أثار مخاوف من أن الشركات قد تقلل من إنفاقها على معالجات إنفيديا المتطورة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تحذيرات من بعض الخبراء، مثل كيم فوريست من “بوكيه كابيتال بارتنرز”، بأن الضجة الحالية حول نماذج اللغة الكبيرة قد لا ترقى إلى مستوى التوقعات. كما أن التركيز الكبير على إنفيديا وعدد قليل من عمالقة التقنية الآخرين في مؤشر S&P 500 (حيث يشكلون 28% من المؤشر) يمثل خطرًا على المستثمرين في صناديق المؤشرات.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

بلا دماء.. حكاية أطول حرب في التاريخ

المقالة التالية

المملكة تتصدر مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2025