في تطور جديد يهدد بتصعيد التوترات التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 30% على جميع المنتجات المستوردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل. قرار رسوم ترامب الجمركية الذي أعلنه عبر منصة “Truth Social” يوم السبت، يمثل تصعيداً كبيراً في السياسة التجارية الأمريكية ويثير مخاوف من تدهور العلاقات الاقتصادية الدولية.
تأتي رسوم ترامب الجمركية الجديدة في إطار سلسلة من الإجراءات التصعيدية التي بدأت في أبريل الماضي، عندما فرض الرئيس الأمريكي رسوماً بنسبة 20% على المنتجات الأوروبية. تم تعليق هذه الرسوم حتى 9 يوليو وتخفيضها إلى 10% في محاولة لتهدئة الأسواق المالية المتقلبة. لكن في مايو، هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة 50% على السلع الأوروبية، مما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط التجارية الدولية.
حالياً، تخضع منتجات مختلفة لرسوم متفاوتة، حيث تبلغ الرسوم على الصلب والألومنيوم 50%، بينما تصل إلى 25% على السيارات وقطع الغيار، و10% على منتجات أخرى كثيرة. هذا التدرج في رسوم ترامب الجمركية يعكس استراتيجية متعددة الطبقات تهدف إلى الضغط على الشركاء التجاريين.
واجه الاتحاد الأوروبي إعلان رسوم ترامب الجمركية الجديدة بردود فعل حازمة ومنسقة، إذ أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، استعداد الاتحاد لاتخاذ إجراءات مضادة متناسبة، مؤكدة أن أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التصعيد التجاري.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه الكامل للمفوضية الأوروبية وحث على التحضير لإجراءات مضادة فعالة.
Along with the President of the European Commission, France shares the same very strong disapproval at the announcement of horizontal 30% tariffs on EU exports to the United States from August 1st.
This announcement comes after weeks of intense engagement by the Commission in…
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) July 12, 2025
كما حذرت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاثرينا رايشه، من التأثير الكبير الذي ستتركه رسوم ترامب الجمركية على الشركات الأوروبية المصدرة، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية وتأثير قوي على الاقتصاد الأمريكي والمستهلكين.
يمكن للاتحاد الأوروبي استخدام أداة مكافحة الإكراه (ACI) للرد على هذه التهديدات، بالإضافة إلى فرض قيود على العقود العامة، كجزء من الإجراءات المضادة المحتملة.
تحمل رسوم ترامب الجمركية الجديدة تداعيات اقتصادية واسعة النطاق تتجاوز الحدود الأمريكية والأوروبية. من المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة للمستهلكين الأمريكيين، مما قد يؤثر على معدلات التضخم والقوة الشرائية. كما ستواجه الشركات الأوروبية المصدرة تحديات كبيرة في الحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق الأمريكية.
من جانبها، تراقب الأسواق المالية العالمية بقلق تطورات رسوم ترامب الجمركية، حيث تشير التوقعات إلى احتمالية حدوث تقلبات كبيرة في أسعار الأسهم والعملات. هذا التصعيد التجاري يأتي في وقت تسعى فيه الاقتصادات العالمية للتعافي من التحديات الاقتصادية الأخيرة، مما يثير مخاوف من تأثير سلبي على النمو الاقتصادي العالمي.
مع اقتراب موعد تنفيذ رسوم ترامب الجمركية في الأول من أغسطس، تتسارع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول تفاوضية تجنب تصعيد الحرب التجارية. لكن الإشارات الأولية تشير إلى تصلب المواقف من الجانبين، مما يرجح احتمالية تنفيذ هذه الرسوم وما قد يتبعها من إجراءات مضادة أوروبية.
تشمل الدول التي ستطالها رسوم ترامب الجمركية أيضاً المكسيك بنفس النسبة (30%)، بينما تواجه كندا رسوماً بنسبة 35%. هذا التوسع في نطاق الرسوم يعكس نهجاً أمريكياً أكثر عدوانية في التعامل مع الشركاء التجاريين، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة التجارة العالمية في الأشهر القادمة.