مع استعداد الأسر لأداء شعيرة النحر خلال أيام عيد الأضحى المبارك، يبرز تعريض الأطفال لهذا الطقس الديني المهم دون إعداد نفسي كأحد المخاطر التي ربما تترك آثارًا نفسية سيئة في المستقبل قد تتحول لميول عدوانية.
ولهذا تحذر مدينة الملك سعود الطبية تحذيرها من أن تعريض الأطفال لمشهد ذبح الأضحية دون إعداد نفسي مسبق قد يفتح الباب أمام سلسلة من التداعيات النفسية والسلوكية الخطيرة التي قد تترك ندوبًا عميقة في شخصياتهم.
يكمن الخطر في أن الطفل، بعقله وإدراكه المحدود، لا يستوعب الدلالة الدينية والروحية العميقة لشعيرة الأضحية. فبدلاً من رؤيتها كطاعة لله، قد يفسرها كعمل عدواني مرعب ومفاجئ يُرتكب بحق كائن حي، وربما صديق ارتبط به عاطفيًا خلال الأيام التي سبقت العيد. هذا التصور يضع الطفل في مواجهة موقف صادم يفوق قدرته على الفهم والمعالجة، مما قد يؤدي إلى صدمة نفسية حقيقية.
وأشارت المدينة الطبية إلى أن رؤية مشهد ذبح الأضحية قد يصاحبه ظهور أعراض فورية على الطفل مثل تسارع ضربات القلب، والتوتر الشديد، أو حتى ما يشبه الانهيار العصبي، والتي قد تتبعها عواقب طويلة الأمد وأكثر تعقيدًا، منها:
وتلفت المدينة الطبية النظر إلى أن تظاهر الطفل بالقوة أو عدم الاكتراث بالمشهد لا يعني بالضرورة عدم تأثره. فهذا السلوك غالبًا ما يكون قناعًا يخفي قمعًا لمشاعر الخوف والارتباك، مما قد يزيد من عمق الصدمة النفسية وتأثيرها على المدى الطويل. ولذلك، يُعد فهم هذه التداعيات المحتملة الخطوة الأولى نحو حماية الأطفال، حيث تختلف درجة التأثر من طفل لآخر بناءً على شخصيته وحساسيته، مما يستدعي من الأهل وعيًا وحذرًا في التعامل مع هذه الشعيرة العظيمة بما يتناسب مع مدارك أطفالهم وقدراتهم النفسية.