يونيو ٧, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
ماذا لو شاهد الأطفال ذبح الأضحية دون إعداد نفسي؟

مع استعداد الأسر لأداء شعيرة النحر خلال أيام عيد الأضحى المبارك، يبرز تعريض الأطفال لهذا الطقس الديني المهم دون إعداد نفسي كأحد المخاطر التي ربما تترك آثارًا نفسية سيئة في المستقبل قد تتحول لميول عدوانية.

ولهذا تحذر مدينة الملك سعود الطبية تحذيرها من أن تعريض الأطفال لمشهد ذبح الأضحية دون إعداد نفسي مسبق قد يفتح الباب أمام سلسلة من التداعيات النفسية والسلوكية الخطيرة التي قد تترك ندوبًا عميقة في شخصياتهم.

لماذا قد يكون المشهد صادمًا للطفل؟

يكمن الخطر في أن الطفل، بعقله وإدراكه المحدود، لا يستوعب الدلالة الدينية والروحية العميقة لشعيرة الأضحية. فبدلاً من رؤيتها كطاعة لله، قد يفسرها كعمل عدواني مرعب ومفاجئ يُرتكب بحق كائن حي، وربما صديق ارتبط به عاطفيًا خلال الأيام التي سبقت العيد. هذا التصور يضع الطفل في مواجهة موقف صادم يفوق قدرته على الفهم والمعالجة، مما قد يؤدي إلى صدمة نفسية حقيقية.

وأشارت المدينة الطبية إلى أن رؤية مشهد ذبح الأضحية قد يصاحبه ظهور أعراض فورية على الطفل مثل تسارع ضربات القلب، والتوتر الشديد، أو حتى ما يشبه الانهيار العصبي، والتي قد تتبعها عواقب طويلة الأمد وأكثر تعقيدًا، منها:

  1. اضطرابات سلوكية مباشرة: قد يُظهر الطفل ميولاً عدوانية جديدة، حيث يتم تطبيع مشهد العنف في نظره لأنه شاهده يمارَس من قبل الكبار. وقد يلجأ بعض الأطفال إلى تقليد المشهد فيما بعد.
  2. اضطرابات النوم والقلق: يمكن أن تترسخ التجربة الصادمة لتتحول إلى كوابيس ليلية متكررة، أو فزع ليلي، أو قد تظهر على شكل عادات قهرية مثل قضم الأظافر أو لعق الأصابع والتلعثم في الكلام.
  3. صعوبات نفسية واجتماعية: قد يصاب الطفل بموجة من الانطواء والعزلة الاجتماعية، ويرفض تناول الطعام، خاصة اللحوم، لارتباطها في ذهنه بصورة الأضحية التي كان يعتبرها صديقًا له.
  4. عُقد نفسية دائمة: الأخطر من ذلك هو إمكانية تطور عُقد نفسية طويلة الأمد، مثل الرعب الدائم من منظر الدم، أو الخوف الشديد وغير المبرر من الحيوانات، بالإضافة إلى مشاكل سلوكية تراجعية كالتبول اللاإرادي.

وتلفت المدينة الطبية النظر إلى أن تظاهر الطفل بالقوة أو عدم الاكتراث بالمشهد لا يعني بالضرورة عدم تأثره. فهذا السلوك غالبًا ما يكون قناعًا يخفي قمعًا لمشاعر الخوف والارتباك، مما قد يزيد من عمق الصدمة النفسية وتأثيرها على المدى الطويل. ولذلك، يُعد فهم هذه التداعيات المحتملة الخطوة الأولى نحو حماية الأطفال، حيث تختلف درجة التأثر من طفل لآخر بناءً على شخصيته وحساسيته، مما يستدعي من الأهل وعيًا وحذرًا في التعامل مع هذه الشعيرة العظيمة بما يتناسب مع مدارك أطفالهم وقدراتهم النفسية.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

تصعيد غير مسبوق.. واشنطن تفرض عقوبات على “الجنائية الدولية”

المقالة التالية

إنفوجرافيك| أقوى العلامات التجارية في السعودية 2025