شهدت حركة السفر الجوي في الهند خلال الأسبوع الماضي واحدة من أكبر الاضطرابات منذ سنوات، بعدما ألغت شركة إنديغو أكبر ناقل جوي في البلاد، آلاف الرحلات بشكل مفاجئ منذ الثاني من ديسمبر. وتشير تقارير إعلامية محلية إلى أن عدد الرحلات الملغاة تراوح بين 2000 و4000 رحلة، ما أدى إلى تكدّس المسافرين وتعطّل خطط السفر عبر مختلف المطارات الهندية.
أزمة في حركة الطيران بالهند
خلال السنوات الأخيرة توسعت شركة إنديغو بسرعة هائلة في أسطولها ، حتى أصبحت تُسيّر اليوم أكثر من 2000 رحلة يومياً، إلا أنها وجدت نفسها أمام نقص حاد في عدد الطيارين. ويعود ذلك إلى فشلها في التكيّف مع لوائح العمل والراحة الجديدة التي فرضتها الحكومة مطلع العام الماضي، وهو ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق رفيع المستوى للوقوف على أسباب الإخفاقات وتحديد المسؤوليات.
ومن جانبه وجه وزير الطيران المدني، كينجارابو رام موهان نايدو، الاتهام إلى الشركة، قائلاً إن إنديغو وقعت في "سوء إدارة شؤون طاقمها"، مؤكداً أن شركات الطيران الأخرى كانت أفضل استعداداً للالتزام بالمتطلبات التنظيمية الجديدة.
مقارنة بين شركات طيران هندية
وتكشف البيانات الرسمية المقدّمة إلى البرلمان، والتي نشرتها صحيفة تايمز أوف إنديا، أن إنديغو لديها 5085 طياراً، مقابل 6350 طياراً في طيران الهند و1592 طياراً لدى طيران الهند إكسبريس. ورغم أن إنديغو تشغّل أكبر أسطول طائرات في البلاد وفق بيانات موقع Planespotters.net، فإن نسبة الطيارين إلى الطائرات لديها لا تتجاوز 14 طياراً لكل طائرة، وهي نسبة أقل قليلاً من طيران الهند إكسبريس (15)، وأقل بكثير من طيران الهند، التي يبلغ معدلها 36 طياراً لكل طائرة.
كانت طيران الهند شركة مملوكة للدولة حتى عام 2022 قبل انتقالها إلى مجموعة تاتا، بينما تعمل إنديغو كشركة خاصة منذ تأسيسها عام 2006، ومنذ ذلك الحين أصبحت الشركة الأكثر نفوذاً في سوق الطيران المحلي بفضل نموذجها المعتمد على خفض التكاليف وتعظيم الكفاءة التشغيلية.
وتكشف المقارنة الدولية تكشف أن المشكلة أعمق من كونها أزمة محلية عابرة. فبحسب أحدث البيانات العالمية، يبلغ المتوسط العام لنسبة الطيارين لكل طائرة في كبرى شركات الطيران نحو 20 طياراً. وتراوح هذه النسبة بين 18 و19 لدى شركات مثل يونايتد إيرلاينز، تشاينا ساوثرن، ودلتا إيرلاينز، فيما تصل إلى 20–23 لدى لوفتهانزا وريان إير والخطوط الجوية الفرنسية.
اقرأ أيضًا :
إيرباص.. خلل يُلقي بظلاله على الطيران العالمي














