أعلنت شركة “ماركس آند سبنسر” البريطانية أن الهجوم السيبراني الذي تعرضت له مؤخرًا سيتسبب في محو نحو ثلث أرباحها التشغيلية السنوية، مقدرة الخسائر بنحو 403 ملايين دولار أمريكي خلال السنة المالية 2025-2026.
وفي بيان نشرته الشركة بالتزامن مع إعلان نتائجها المالية السنوية، أوضحت أن التأثير المالي المتوقع على أرباح التشغيل يبلغ 30.5% من صافي أرباح التشغيل السنوي البالغ 1.32 مليار دولار، وذلك قبل احتساب البنود المعدلة، وحتى تاريخ 29 مارس 2025، وتمثل هذه الأرباح زيادة بنسبة 17% مقارنة بالعام السابق.
الهجوم الإلكتروني، الذي وُصف بأنه “متطور للغاية ومستهدف”، وقع خلال عطلة عيد الفصح، وأسفر عن فراغ رفوف المواد الغذائية، وتوقف المبيعات عبر الإنترنت، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على العمليات التجارية للشركة، كما أدى الحادث إلى خسارة فادحة في القيمة السوقية لأسهم “ماركس آند سبنسر”، بلغت أكثر من 1.34 مليار دولار أمريكي.
وأشار مسؤولو الشركة إلى أن التأثير المالي سيتم التخفيف من حدّته عبر استراتيجيات لإدارة التكاليف، والحصول على تعويضات من التأمين، إلى جانب اتخاذ تدابير تشغيلية إضافية، كما سيتم عرض تكاليف التعامل مع الحادث كبند تعديل منفصل في البيانات المالية.
وخلال عرض النتائج المالية، قال الرئيس التنفيذي للشركة، ستيوارت ماشين، إن الحادث شكل فرصة لتسريع التحول الرقمي الذي تم الإعلان عنه سابقًا، موضحًا أن خطط التحول التي كانت مبرمجة لعامين، سيتم تنفيذها خلال ستة أشهر فقط.
وأضاف “ماشين”: “رغم أن الهجوم كان نتيجة خطأ بشري، إلا أنه دفعنا للتحرك بسرعة، ولن نعلّق على ما إذا كانت الشركة قد دفعت فدية، ولكننا نضع الآن خطاً تحت ما حدث، ونعود للعمل كالمعتاد”.
الجدير بالذكر أن شركات تجزئة أخرى مثل “كو-أوب” و”هارودز” تعرضت لهجمات إلكترونية مشابهة في الآونة الأخيرة، مما يسلط الضوء على تصاعد التهديدات الإلكترونية في قطاع البيع بالتجزئة.
من جهتها، قالت لوسي رامبولد، محللة الأبحاث في شركة “كويلتر شيفيوت”، إن الهجوم ألقى بظلاله على النتائج المالية للشركة، رغم أن معظم التأثير المالي كان متوقعًا سلفًا.
وفي سياق مشابه، ذكرت شركة “أبل” في تقريرها السنوي أنها تعتبر وقوع “هجوم إلكتروني كبير” أحد السيناريوهات السلبية “الشديدة لكن المحتملة”، وهو ما يعكس تزايد إدراك الشركات عالميًا لمخاطر الأمن السيبراني كتهديد جوهري لأنشطتها.
