سياسة

5 معاهدات تاريخية غيرت شكل العالم عما كان عليه

معاهدات تاريخية

يوافق اليوم، 16 مايو، احتفال العالم باليوم الدولي للتعايش معًا في سلام، بهدف تقبل الآخرين وتعزيز السلام والتسامح والتضامن والتفاهم والتكافل.

منذ القدم عملت الحضارات القديمة على توقيع المعاهدات والاتفاقيات مع الدول الأخرى كأداة دبلوماسية فعالة في التحالفات والعلاقات الدولية.. هناك معاهدات غيرت شكل العالم عما قبلها..

معاهدة تورديسيلاس 1494

تم التفاوض على معاهدة تورديسيلاس، بين البرتغال وإسبانيا وقسمت الأراضي المكتشفة حديثًا خارج أوروبا بين البلدين على طول خط ما يُعرف الآن بشرق البرازيل.

نتيجة لذلك، ركز الاستكشاف والاستعمار الإسباني في الغالب على الأمريكيتين، ما أدى إلى السيطرة الإسبانية على جزء كبير من أمريكا الوسطى والجنوبية، وسقطت البرازيل التي لم تكتشف بعد أمام البرتغال، تمكنت البرتغال من الوصول إلى الجزء الشرقي من تلك البلاد عام 1498، لتثبت بذلك أن من الممكن الإبحار من أوروبا إلى الهند.

صلح ويستفاليا 1648

يُطلق اسم صلح وستفاليا على معاهدتي السلام اللتين دارت المفاوضات بشأنهما في مدينتي أسنابروك ومونستر في مقاطعة وستفاليا الألمانية. وقد أنهت المعاهدتان حرب الثلاثين عاما (1618-1648) التي اندلعت بسبب الصراع الديني بين الكاثوليك والبروتستانت، حيث ساندت فرنسا الكاثوليكية آنذاك البروتستانت لمآرب خاصة.

ومع أن صلح وستفاليا أثر بشكل خاص على أوروبا الغربية والوسطى، إلا أن تداعياته طالت العالم، فقد كان له الفضل في إرساء أبرز مبادئ النظام العالمي.

ومن سماته الأساسية ترسيخ مفهوم الدولة القومية وسيادتها على أراضيها، مع حق كل طرف موقع على المعاهدتين في تبني قوانينه ونظامه الضريبي وسلطته على شعبه وتوجهه الديني.

معاهدة باريس 1783

أقدم معاهدة وقعتها الولايات المتحدة لا تزال سارية، أنهت الثورة الأمريكية وأقامت الولايات المتحدة، ولهذا السبب وحده تعد واحدة من أكثر المعاهدات أهمية في تاريخ العالم.

ولم ترغب فرنسا وإسبانيا أن تبرم الولايات المتحدة معاهدة سلام بشكل مستقل، ذلك لأن القتال ما زال محتدما حينها في الكاريبي وجبل طارق، بينما كان ذلك بالضبط ما يريده الأميركيون الذين كانوا يريدون التوصل إلى اتفاق أفضل مع إنجلترا عبر التفاوض وحدهم معها.

كان الفرنسيون يأملون في أن تكون أمريكا دولة صغيرة وضعيفة بين المحيط الأطلسي والأبالاتشي، مع احتفاظ البريطانيين بالأراضي شمال نهر أوهايو والسيطرة الإسبانية على دولة عازلة في الجنوب.

غير أن البريطانيين قرروا أن وجود دولة أميركية قوية وناجحة اقتصاديا في صالحهم وضد مصالح الفرنسيين، وهو ما دفعهم لمنح الدولة الجديدة كل الأراضي حتى نهر المسيسبي وحقوق الصيد في كندا.

مؤتمر فيينا 1814–15

وقع في نهاية الحروب النابليونية وأعاد تشكيل أوروبا بشكل كبير، تم التوقيع على العديد من المعاهدات في الكونجرس، كان من أهمها معاهدة باريس لعام 1814.

كان مؤتمر فيينا جديرًا بالملاحظة بشكل خاص بسبب مدى نجاحه، بينما انتقدها بعض المؤرخين اللاحقين على أنها “رجعية” ، فقد حالت دون اندلاع حرب أوروبية كبرى لمائة عام.

وتم إنجاز هذا نتيجة عاملين، أولهما أن المؤتمر جمع كل الأطراف، بما فيها فرنسا النابليونية التي انهزمت في الحرب واستسلمت في مايو 1814، والثاني أن المؤتمر بمخرجاته من المعاهدات حدّ من مستوى الإجراءات العقابية المفروضة على الأطراف المهزومة، ومع أن فرنسا فقدت أراضٍ كان قد استحوذ عليها الإمبراطور نابليون، فإنها احتفظت بحدودها قبل الحرب.

معاهدة فرساي 1919

تم التوقيع على معاهدة فرساي بين الحلفاء الغربيين وألمانيا في نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت الطريقة التي تم بها التعامل معها تتعارض بشكل صارخ مع الطريقة الشاملة التي تم بها تنظيم أوروبا ما بعد نابليون، حيث تم إملاء الشروط وليس التفاوض،

وإلى جانب هذه المعاهدة، أُبرمت معاهدات منفصلة مع الدول الخاسرة وهي النمسا والمجر وبلغاريا وما تبقى من الإمبراطورية العثمانية.

وتحملت ألمانيا الوزر الأكبر الناجم عن معاهدة فرساي، فعوقبت بفقدان أراضٍ وفرض عقوبات شديدة.

وأسفرت النقاط الـ14 التي أصدرها الرئيس الأميركي وودرو ويلسون وتضمنت مبادئه من أجل السلام في عام 1918، عن إنشاء العديد من الدول الضعيفة والصغيرة التي بالكاد تستطيع الدفاع عن نفسها على المدى الطويل ضد أطماع دول مفترسة من شاكلة الاتحاد السوفياتي.

وكان أن هيأ التدخل في البنى السياسية الداخلية للقوى الخاسرة -مثل ألمانيا- الظروف الملائمة لاندلاع الاضطرابات التي أدت في نهاية المطاف إلى إشعال الحرب العالمية الثانية.

اتفاقية سايكس بيكو.. تفاصيل كعكة الأراضي العربية التي اقتسمتها فرنسا وبريطانيا

لماذا تعرض الفنلنديون للتهجير القسري والإعدام من الاتحاد السوفييتي؟

ذكرى نكبة فلسطين.. 74 عامًا من احتلال الأرض وارتقاء الشهداء إلى السماء