يتوجه النيجيريون إلى صناديق الاقتراع يوم السبت المقبل؛ لاختيار رئيس جديد، وسط ترقب عالمي لتحديد القائد الجديد للدولة صاحبة أكبر اقتصاد في إفريقيا، والتي تعاني ارتفاع مستويات التضخم لمعدلات قياسية، وعبء ديون هائل، ونقص في الوقود، وتدهور الأوضاع الأمنية.
إليك الوصف الكامل للمشهد:
أبرز المتنافسين على رئاسة نيجيريا
يتجه 93.5 مليون نيجيري للاختيار من بين 18 مرشحًا ليحل أحدهم محل الرئيس محمدو بوهاري، الذي وصل إلى حد ولايتين.
الخليفة الطموح الذي اختاره حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، بولا تينوبو، البالغ من العمر 70 عامًا، هو المرشح الأوفر حظًا إلى جانب نائب الرئيس السابق أتيكو أبو بكر من حزب المعارضة الرئيسي الديمقراطي، وبيتر أوبي، وهو مرشح حزب العمل.
قالت لينا كوني هوفمان، المشاركة في برنامج إفريقيا في تشاتام هاوس: إن الانتخابات الرئاسية ستكون “الأكثر صعوبة في التنبؤ” منذ الانتقال إلى الحكم المدني.
وأوضحت كوني هوفمان: “لم تكن لدينا هذه التقنيات لتشكيل انتخابات نيجيريا من قبل، ولم يكن لدينا سباق ثلاثي من قبل، والسياق غير مهيأ لتحقيق فوز سهل”.
تأتي تصريحات كوني على خلفية طرح اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة ابتكارات تكنولوجية غير مسبوقة لضمان انتخابات حرة ونزيهة.
وأوضحت هوفمان سبب الاهتمام غير المسبوق بالانتخابات النيجيرية، قائلة: “خلال الفترة التي عانت فيها غرب إفريقيا من الانقلابات والتطرف العنيف، تحتاج المنطقة إلى نيجيريا لإجراء انتخابات ذات مصداقية”.
التركيبة السكانية
تعد نيجيريا واحدة من أسرع السكان نموًا في العالم، ففيها حاليًا ما يقرب من 220 مليون نسمة ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم بحلول عام 2050.
لدى نيجيريا واحدة من أصغر متوسطات السكان في العالم، حيث 42% من المواطنين دون سن 15 ومتوسط العمر يزيد قليلاً عن 18 سنة، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
ارتفعت المشاركة السياسية في السنوات الأخيرة، وسط تدهور أوضاع الشباب النيجيري، وازدياد معدلات التفاوت الاجتماعي، ووصول بطالة الشباب إلى 42.5%.
وقالت كوني هوفمان: “كانت السنوات الأخيرة قاسية بشكل خاص بالنسبة للشباب في نيجيريا، حيث اضطروا إلى العيش في فترة ركود واقتصاد فاشل مع تضخم أسعار الغذاء”.
الوضع الاقتصادي
اعتذرت السيدة الأولى عائشة محمدو بوهاري في سبتمبر للنيجيريين عن المشاكل الاقتصادية وانعدام الأمن المتزايد الذي مروا به منذ انتخاب زوجها في عام 2015.
في عام 2019، أغلقت الحكومة حركة البضائع عبر حدود نيجيريا مع الدول المجاورة بنين والكاميرون وتشاد والنيجر، بدعوى وقف تهريب الأرز والسلع الزراعية الأخرى.
كما تعرضت الإدارة لانتقادات بسبب نظام سعر الصرف للعملات الأجنبية، الذي يهدف إلى الدفاع عن عملة النيرة المحلية من خلال تضخيم قيمتها بشكل مصطنع.
ويمثل قطاع النفط أكثر من 80% من عائدات ميزانية نيجيريا، مما يجعل البلاد شديدة التأثر بتغيرات أسعار النفط وانخفاض الإنتاج بسبب سرقة النفط الخام على نطاق واسع.
يقول المحللون إن سياسات تينوبو للصرف الأجنبي من غير المرجح أن تكون مغايرة لسياسات الإدارة الحالية، بينما يقترح أبو بكر وأوبي إجراءات اقتصادية أكثر ليبرالية وتنويعًا، إلى جانب قدر أكبر من الحذر المالي.
الأوضاع الأمنية
تولى بخاري منصبه متعهدًا بالتصدي لمنظمة بوكو حرام الإسلامية، التي قتل تمردها الآلاف وشرد الملايين.
ويبدو أن القوات الحكومية نجحت في ذلك، فقد استعادت مساحات شاسعة من الأراضي من الجماعة الجهادية، ومع ذلك انقسمت الوحدة المتطرفة إلى مجموعات متنافسة في الشمال، مما أدى إلى تعقيد التحدي الذي يواجه الرئيس القادم.
هناك تحدٍ آخر، حيث يرهب قطاع الطرق الماشية الولايات الشمالية الوسطى والشمالية الغربية، والانفصاليون في الجنوب الشرقي يشتبكون مع الشرطة ورعاة الماشية يقاتلون المزارعين في ولايات ما يعرف بـ “الحزام الأوسط”.
وثّق مجلس تعقب الأمن للعلاقات الخارجية حوالي 7000 حالة وفاة عنيفة في نيجيريا في عام 2022، انخفاضًا من 9000 حالة وفاة في عام 2021، كما أكد زيادة في عنف الدولة ضد المدنيين.
فضائح البيت الأبيض.. ندوب في جبين العم سام
الذكاء الاصطناعي يسافر 300 عام.. هكذا تخيل الدولة السعودية الأولى
المجتمع العربي والدولي يدين مجزرة “نابلس” الفلسطينية.. ماذا حدث؟
