بدأ الخبراء بمؤسسة Colossal المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، تجربة جريئة تقوم على محاولة إحياء طائر منقرض يعرف باسم الدودو، والذي يصنف كأكثر الحيوانات ارتباطا بالانقراض.
انقراض طائر الدودو
الدودو هو طائر غريب المظهر، لا يطير، وقد عاش على جزيرة في المحيط الهندي حتى أواخر القرن السابع عشر.
حينما وصل البحارة إلى الجزيرة حملوا معهم أنواع من الحيوانات الغازية مثل الفئران، ومارسوا الصيد، وإذ لم يظهر طائر الدودو أي خوف من البشر، قضوا عليه وانقرض في غضون بضعة عقود فقط.
كييف يخطط العلماء لإعادة إحياء طائر الدودو؟
أستاذة علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كاليفورنيا، بيث شابيرو، قالت إن الفريق الذي تشاركه طموح إعادة طائر الدودو للحياة، قالت إنهم اكملوا أولى خطوات المشروع، وهي دراسة التسلسل الكامل للجينوم الخاص به من الحمص النووي القديم.
وأضافت أنهم حصلوا على تلك المعلومات استنادا إلى مادة وراثية مستخرجة من بقايا طائر الدودو في الدنمارك.
وتابعت: “كانت الخطوة التالية هي مقارنة المعلومات الجينية مع أقرب أقارب طيور الدودو في عائلة الحمام، وهي حمامة نيكوبار الحية، وسوليتير رودريغز المنقرض، وهو حمام عملاق لا يطير عاش في وقت ما على جزيرة قريبة من موريشيوس”.
وأشارت إلى أن العمل اللاحق اللازم لإحياء الحيوان يتمثل في برمجة الخلايا من قريب حي لطائر الدودو مع الحمض النووي للطائر المفقود، لافتة إلى صعوبة تلك العملة.
ويعوّل فريق العلماء لإتمام تلك العملية على تكييف تقنية حالية مستخدمة تشمل الخلايا الجرثومية البدائية، والسلائف الجنينية للحيوانات المنوية والبويضات، والتي تم استخدامها بالفعل لإنشاء دجاجة من بطة.
وأوضحت أن النهج يتضمن إزالة خلايا الأحجار الكريمة البدائية من البويضة وزراعتها في المختبر وتعديل الخلايا بالصفات الجينية المرغوبة قبل حقنها مرة أخرى في البويضة في نفس المرحلة التنموية.
سقف تطلعات منخفض وأمل بعيد
قالت شابيرو إنه حتى لو نجح الفريق في إتمام هذه التجربة بنجاح فلن يصنعوا نسخة كربونية من طائر الدودو الذي عاش قبل أربعة قرون، ولكن بصيغة هجينة معدلة.
وأضافت أن الغرض الأساسي لمحاولة إتقان أدوات البيولوجيا التركيبية هذه خلق تأثير أوسع على حماية الطيور، حيث يمكن أن بنقل سمات وراثية محددة بين أنواع الطيور للمساعدة في حمايتها، خاصة مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.
الاستثمار في القضاء على الانقراض
لا توجه Colossal كل جهودها لإعادة إحياء الدودو فحسب، فمشروعها الأكبر إعادة الماموث ونمر تسمانيا من الانقراض، وسواء نجحت في مساعيها أم لا، فهي قد جنت أموالا كثيرة، حيث كشفت أنها جمعت 150 مليون دولار إضافية قبيل نهاية يناير 2023، ليصل إجمالي التمويل الذي تم جمعه منذ إطلاق الشركة في عام 2021 إلى 225 مليون دولار.
الإعلان عن تلك الأرقام جعل الشركة تواجه انتقادات لاذعة، فيقول البعض إن تلك المبالغ الضخمة يمكن أن تستخدم بشكل أفضل لحماية 400 نوع أو نحو ذلك من الطيور، والعديد من الحيوانات والنباتات الأخرى المدرجة على أنها مهددة بالانقراض.
أساطير عن طائر الدودو
لا يُعرف الكثير عن طائر الدودو وتحيط به الكثير من الأساطير، حتى أن أصل اسمه غامض، مع وجود روايات تشير أنه مأخوذ من صوت المكالمة التي قيل أن الطائر قام بها وأصدر صوتا منخفضا يشبه الحمام.
يعتقد العلماء وفرة الطعام والفاكهة في الأرض التي عاش عليها طائر الدودو مع عدم وجود إمكانية الطيران لديه أسهما في كبر حجمه.
وفقا لنموذج رقمي ثلاثي الأبعاد لطائر هيوم تم تطويره بناءً على هيكل عظمي من متحف ديربان للعلوم الطبيعية في جنوب إفريقيا، كان طول طائر الدودو حوالي 70 سم، ووزنه حوالي 15 إلى 18 كجم.
معدلات زيادة الأجور في 7 دول خلال 30 عامًا