منوعات

الكاميرات الرقمية القديمة تنتشر بقوة بين الشباب.. لماذا؟

لم يعد مشهد حمل شخص لكاميرا بيد واحدة يتجول بها بين من حوله ليصوّرهم قاصرًا على الأعمال الفنية من حقبة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة فحسب، بل أصبح رائجًا مرة أخرى في الوقت الحالي بين الشباب من مواليد ذات الفترة.

الأرقام تشير إلى اهتمام كبير

وفي هذا السياق أظهرت بيانات الأسواق عبر الإنترنت مثل eBay و Etsy زيادة في حركة البحث عن آلات التصوير القديمة وأدواتها، وحققت مقاطع الفيديو التي تحتوي على الوسم #digitalcamera في الأشهر الـ 12 الماضية أكثر من 220 مليون مشاهدة على TikTok وحده.

نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن eBay المملكة المتحدة إن الربع الأخير من عام 2022 شهد زيادة في عدد الأشخاص الذين يبحثون عن هذا النوع من الأجهزة، موضحة أنها رصدت زيادة بنسبة 13% في حركة البحث عن الكاميرا الرقمية القديمة، وزيادة بنسبة 52% في الكاميرات المُجدَّدة.

أما Etsy التي تركز على العناصر المصنوعة يدويًا والتحف، فلاحظت اهتمامًا متزايدًا من المتسوقين في الأشهر الستة الماضية بالكاميرات الرقمية، حتى أصبح لديها حاليا 190000 عنصر مرتبط بهذه الآلات.

لماذا يتجه الأشخاص للتصوير بكاميرات قديمة؟

يذهب المحللون إلى أن الاتجاه لاستخدام الكاميرات القديمة بدلا عن نظيراتها الأحدث صاحبة التقنيات الأكثر تطورًا مرتبط بإعادة إحياء الموضة، مثل أزياء مطلع القرن، إذ حصل “سكوت إيوارت”، صاحب الـ 32 عامًا، الذي يعيش في جزيرة أران في اسكتلندا، على أكثر من خمسة ملايين إعجاب على حسابه في TikTok مستخدمًا كاميرا رقمية قديمة.

ويفسّر سكوت هذا الاتجاه بقوله: “كثير من الناس يجدونها مطمئنة، فهي تذكرهم بطفولتهم، وتذكرهم بأوقات أبسط”.

ويضيف: “من الرائع العودة إلى شيء بسيط للغاية، مع الكاميرات القديمة يجب أن تعمل أكثر قليلا؛ للحصول على صورة جيدة أو لتحقيق أقصى استفادة منها، بعكس الهواتف الذكية التي لا يمكنها التقاط صور سيئة تقريبا”.

ويؤكد “سكوت” أهمية عدم التعديل على الصور التي تنتجها تلك الكاميرات لضمان الوصول للحالة التي جعلتها مرغوبة مؤخرًا، قائلا: عندما يسألني الناس أين يمكنك تحرير هذه الصور، هل يتم تعديلها؟ أقول إن هذه الصور لم يتم تحريرها مطلقًا وأريد أن أوضح بالضبط كيف ظهرت على كل كاميرا”.

تي جلاسكو، صاحبة الـ 25 سنة، التي تستخدم مجموعة أدوات والديها القديمة لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو، تقول إن تلك المادة التي تنتجها الأجيال الأولى للكاميرات الرقمية تبدو وكأنها ذكريات، وتشوبها الضبابية، فتشبه كيفية تذكرنا للأشياء”.

الشابة التي تعيش في مدينة بروكلين بنيويورك الأمريكية تقول إن هذا النوع من التصوير جزء من عالم الحنين إلى الماضي، مضيفة: “هذه هي الكاميرات التي أخذتها أختي الكبرى إلى حفلة التخرج أو التي كان أخي يستخدمها في الكلية، أو تم تسجيل ذكريات طفولتي الصغيرة عليها”.

قرار اختيار ذكرى من بين العشرات لتوثيقها مبرر آخر يدفع تي جلاسكو لحب الكاميرات القديمة: “باستخدام هاتفك، يمكنك التقاط مقاطع فيديو وصور لكل شيء حرفيا، في المقابل مع الكاميرات الرقمية القديمة عليك أن تقرر ما إن كانت تلك لحظة تريد الاحتفاظ بها”.

تفسير سلوكي

رئيس قسم الأبحاث والبصيرة في الوكالة الإبداعية “We Are Social”، بول جرينوود، قال إن العودة لاستخدام أدوات الماضي رغم وجود ما هو أكثر تطورا وجودة دورة طبيعية، حيث عندما يبلغ الأشخاص العشرينات من العمر يصبحون أكثر حنينا إلى المحاور الثقافية لشبابهم.

ويوضح جرينوود سبب هذا السلوك بقوله إنهم يريدون أن يشعروا بالراحة في ظل عدم الارتياح الذي يواجهونه في العالم الحقيقي.

ويشير إلى بعض الأسباب التي تجعل الناس يشعرون بعدم الارتياح، الأزمة التي تعانيها أوكرانيا، والوباء، وعدم المساواة في الثروة.

وقال جرينوود إن الصور التي تنتجها تلك الكاميرات ينظر إليها على أنها أكثر واقعية وأصالة، وهو ما يجعلها محببة لجيل التسعينيات والنصف الأول من بداية الألفية الذي يبحث عن المصداقية والواقعية.

عمالقة الإنترنت يتنافسون لجذب الزوار.. من هم العشرة الأوائل؟

ما هي أداة “HMA” لوقف محتوى الإرهاب على الإنترنت؟

كيف أثرت الهواتف الذكية على سوق الكاميرات المستقلة؟