منوعات

لماذا يشهد العالم موجات صقيع قوية رغم الاحتباس الحراري؟

عتبات الاحتباس الحراري الحرجة

في الوقت الذي يُسرع فيه كوكب الأرض نحو عتبات الاحتباس الحراري الحرجة، لا تزال درجات الحرارة تشهد انخفاضات كبيرة قد تصل إلى موجات قاتلة من البرد في بعض المناطق من الكرة الأرضية، وهو ما يُثير التساؤل حول أسباب هذا التضارب.

يقول العلماء إن تغير المناخ وبشكل أكثر تحديدًا الاحترار السريع في القطب الشمالي، قد يزيد في الواقع من احتمالية اتجاه الهواء القطبي المتجمد إلى الجنوب، وفق تقرير أوردته سي إن إن.

وأضافوا: احتل شهر يناير الماضي المرتبة الأولى في الشهور الأكثر دفئًا على الإطلاق في جميع مدن الشمال الشرقي في الولايات المتحدة، ويمكن القول بأن الشتاء لم يكن موجودًا، إذ كان الشهر الأول في مدينة نيويورك الذي شهد درجات حرارة أعلى من المتوسط، وانتهى دون تساقط ثلوج في المدينة.

ويُشير العلماء، إلى أنه في الوقت ذاته يعيش الطقس حالة كبيرة من التأرجح، تنتقل من حالات الدفء القياسية إلى حالات البرودة الشديدة.

برد قارس

في حين أن فصول الشتاء أصبحت أكثر دفئًا بشكل عام، إلا أن بعض الأماكن في قارة آسيا شهدت موجة برد قاسية خلال شهر يناير الماضي.

وكمثال انخفضت درجات الحرارة في مدينة موخه في شمال الصين إلى 53 درجة مئوية تحت الصفر، وهي أدنى درجة حرارة سجلتها البلاد على الإطلاق.

فيما تسبب البرد العنيف والكميات القياسية من الثلوج الكثيفة في اليابان في مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وهو ما وصفه كبير أمناء مجلس الوزراء في البلاد، هيروكازو ماتسونو، بأنه “موجة برد تحدث مرة كل عقد”.

كما انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير في عدة أماكن في كوريا الجنوبية.

ونقلت سي إن إن عن المتحدث باسم إدارة الأرصاد الجوية الكورية، وو جين كيو، قوله إن “الهواء البارد القادم من القطب الشمالي وصل إلى كوريا الجنوبية مباشرة بعد مروره عبر روسيا والصين.

من ناحية أخرى، لقي أكثر من 150 شخصًا مصرعهم في أفغانستان، حيث وصلت درجات الحرارة إلى أقل من 28 درجة مئوية تحت الصفر، والذي قُدر بأنه أحد أقسى فصول الشتاء في البلاد.

فيما شهدت مدينة ياكوتسك في شرق سيبيريا، وهي أبرد مدينة في العالم، درجات حرارة تصل إلى 62.7 درجة مئوية تحت الصفر، وهي الأدنى منذ أكثر من عقدين، وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية.

الدوامة القطبية

يرتبط طقسنا ارتباطًا وثيقًا بالتيار النفاث، وهو عبارة عن نهر متدفق من الهواء سريع الحركة، يتركز في الطبقات العُليا من الغلاف الجوي في المستوى الذي تطير فيه الطائرات.

عندما يتأرجح التيار النفاث جنوبًا، يمكن لهواء القطب الشمالي البارد أن يتجه إلى خطوط العرض الوسطى وهي المنطقة من الكرة الأرضية التي  يعيش فيها معظم الناس في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وهو ما حدث في آسيا خلال يناير، وفق عالم المناخ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومدير التنبؤات الموسمية في الغلاف الجوي وأبحاث البيئة، جودا كوهين.

وهناك أيضًا عامل آخر يتسبب في موجات الصقيع وهو “الدوامة القطبية”، وهي حزام قوي من الرياح التي تحيط بالقطب الشمالي شديد البرودة، والذي يقع على ارتفاع كبير في طبقة الستراتوسفير، فوق مستوى التيار النفاث.

ويقول بعض العلماء إن الاضطرابات الطفيفة في الدوامة القطبية قد تساعد في تفسير البرد القارس الأخير في آسيا.

لماذا يتغير المناخ؟

تركز النظريات على أن ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي بمعدل أربع مرات أسرع من بقية العالم نتيجة الاحتباس الحراري الناجم عن حرق الوقود الأحفوري، يتسبب في حدوث تغييرات في التيار النفاث والدوامة القطبية، مما يزيد من أجواء الشتاء القاسية.

وما رسخ هذه الفكرة، هي دراسة نُشرت عام 2012، شاركت في إعدادها العالمة البارزة في مركز وودويل لأبحاث المناخ في ماساتشوستس، جينيفر فرانسيس، والتي أشارت إلى أن ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي كان يقلل من الاختلاف بين درجات الحرارة الباردة في الشمال ودرجات الحرارة الدافئة في الجنوب، مما يؤدي إلى تيار نفاث أضعف وأكثر تموجًا.

وتؤكد فرانسيس أن الاستمرار في إطلاق غازات دافئة إلى الغلاف الجوي، وتكثيف الغطاء من غازات الاحتباس الحراري حول الأرض، سيزيد من التقلبات المتطرفة للمناخ بما فيها نوبات البرد القاسية.

ما العلاقة بين تلوث الهواء ومشكلات الانتباه والإصابة بالاكتئاب؟.. دراسة تجيب

أغرب 5 مخالفات غير قانونية حول العالم

فاتورة باهظة.. كم أنفقت “ميتا” لتسريح الموظفين؟