عالم

من هي أبرز الوجوه الإيرانية المعارضة للنظام.. ولماذا لا تتحد؟

يعاني الشعب الإيراني من القمع منذ عقود، إذ يقبع تحت حكم متشدد لا يعترف بحقوق النساء، وكانت المعارضة تحاول التغيير من حين لآخر على العقود، ولكن أي صوت معارض كان يواجه بالقمع الذي يصل إلى حد القتل.

ولكن مقتل الشابة الإيرانية “مهسا أميني” بطريقة وحشية على يد شرطة الأخلاق في سبتمبر الماضي، بسبب مخالفتها قواعد اللباس الشرعي أشعل موجة من الغضب الشعبي مازالت مستمرة حتى الآن، ولكنها تواجه أيضًا بالقمع وأحكام الإعدام الجائرة.

مع مرور الوقت يتبلور شكل المعارضة الإيرانية التي تعتبر تركيبة غريبة إلى حد كبير، إذ تجد فيها ناشط في مجال حقوق الإنسان، وأسطورة كرة قدم، وأمير، وزوج مكلوم وناشطة نسوية وممثلة هوليوودية، أليست تركيبة متباينة؟

كل هؤلاء الأشخاص يحملون نفس الأحلام ونفس الطموحات لوطن كبير يجمع تحت مظلته باختلاف أفكارهم وتوجهاتهم بعيدًا عن القمع والقتل والتمييز، كما تحمل هذه التركيبة طموحات شعب يأمل في أن تتحد المعارضة لتشكيل جبهة ضغط أكثر قوة على النظام الإيراني.

سنحاول خلال السطور التالية أن سنتعرض أبرز الوجه المعارضة للنظام الإيراني والتي يحلم الإيرانيون باتحادها بشكل يؤدي إلى الخلاص من الظلم والقمع.

حسين موسوي

يعتبر حسين موسوي، الذي كان مرشحًا لرئاسة البلاد انتخابات عام 2009، آخر زعيم يعارض المؤسسة الدينية في طهران، ولكن منذ فشله في الانتخابات يقبع قيد الإقامة الجبرية وتم التضييق عليه وبالتالي أصبح ضعيفًا لا يستطيع قيادة أي حركة معارضة للنظام الحاكم.

كاد “موسوي” أن يطيع بالرئيس المتشدد آنذاك “أحمدي نجاد”، وخرجت في ذلك الوقت احتجاجات مليونية عرفت باسم “الحركة الخضراء” للاعتراض على التلاعب في عمليات الاقتراع لمنع التغيير وإعادة انتخاب “نجاد”.

الحركة الخضراء تم قمعها وأصيب الشباب الإيراني بخيبة أمل، بعد فشل “موسوي” في قيادة أي حركة للتغيير من الداخل

نرجس محمدي ونسرين ستوده

هما سجينتين سياسيتين بارزتين، تتمتعان بفرص قد تكون أفضل من “موسوي” لقيادة حركة التغيير، ولكن قدرتهما على الحشد الشعبي الذي يؤدي إلى التغيير قد تكون محل شك

نرجس محمدي هي ناشطة محتجزة في سجن “إيفين” وهو سجن إيراني سيء السمعة، وقد تم اعتقالها بسبب معارضتها لأحكام الإعدام في البلاد

أما نسرين ستوده فهي محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، وتعارض بشدة فرض الحجاب على النساء بشكل إلزامي، وبسبب هذه المواقف سبق وسُجنت في الحبس الانفرادي ومنعت من ممارسة المحاماة كما مُنعت من السفر.

بعد تسليط الضوء على أبرز وجه المعارضة في الداخل هناك العديد من المعارضين للنظام الإيراني في الخارج، ولكنهم يتعرضون لانتقادات شرسة من المتظاهرين في إيران، إذ يعتقد الكثيرون أنهم يعيشون في أمان بينما يطالبون الشعب بمواجهة نظام وحشي لإحداث التغيير، ولذلك نلاحظ امتناع زعماء المعارضة في الخارج مؤخرًا عن إطلاق دعوات التظاهر وأكتفوا بالثناء على المظاهرات.

المنفيون المقيمون في الخارج

رضا بهلوي

يمثل الأمير رضا بهلوي آخر ولي عهد للبلاد، الحنين لإيران ما قبل الثورة، وهو الرجل الذي برز اسمه في 2018 عندما هتفت باسمه المتظاهرون لمطالبته بالعودة إلى إيران لقيادة حركة التغيير.

“رضا بهلوي” لم يبدي أي طموح سياسي في إيران، حيث أعلن أنه يفضل حدوث التغيير وتداول السلطة بعيدًا عنه، وهو ما أصاب أنصاره بالإحباط

مريم رجوي

هي زوجة “مسعود رجوي”، زعيم مجاهدي خلق، أو ما يعرف بالمجلس الوطني للمقاومة، إذ تقود “رجوي منظمة” تعتبر أنها لديها مؤيدون هم الأكثر فاعلية وانضباطا.

ويشار إلى أعضاء مجاهدي خلق من قبل النقاد على أنهم “طائفة”، لكنهم يمتلكون ما يكفي من الأموال للدفع لسياسيين غربيين بارزين مقابل إلقاء الخطب والترويج لـ “رجوي” في التجمعات.

علي كريمي

هو نجم كرة قدم سابق يعيش حاليًا في “دبي”، ويعتبر من أبرز الداعمين للاحتجاجات في إيران عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، إنستغرام وتويتر، ويرغب مؤيديه في أن يتولى قيادة المعارضة الإيرانية، ولكن يجادل النقاد بأنه لا يتمتع بالكاريزما اللازمة لهذا الدور، أو حتى الخبرة السياسية.

حامد إسماعيليون

من أب وزوج مكلوم إلى معارض بارز، هكذا كان تحول “حامد إسماعيليون” إلى معارض للنظام الإيراني.

“إسماعيليون” هو طبيب الأسنان يكره النظام الإيراني لأنه فقد زوجته وابنته في حادث إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية (PS752) من قبل الحرس الثوري الإسلامي في يناير 2020.

الأب والزوج المكلوم يرفض تسميته بزعيم أو حتى ناشط سياسي، ولكنه يفضل أن يكون ناشطًا اجتماعيًا ولا يسعى لتصدر المشهد، وقد نجح بالفعل في إقناع عشرات الآلاف من الإيرانيين بالخارج بالمشاركة في الفعاليات المناهضة للنظام.

مسيح علينجاد

هي صحفية إيرانية ومن أشد المعارضين للنظام الإيراني، وتطالب بإلغاء الحجاب الإلزامي في البلاد، وتعتبر من أبرز الشخصيات التي ينسب لها تنظيم الاحتجاجات المدنية في طهران.

تركز “علينجاد” على دعم حقوق المرأة ودعوة القوى الدولية لفرض المزيد من العقوبات على النظام الإيراني، حيث سبق وظهرت إلى جانب “مايك بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي السابق في عام 2019، ودعت “ترامب” لفرض المزيد من العقوبات على طهران.

وكادت أن تتورط في الدعوة للعنف، إذ طالبت في بداية موجة الاحتجاجات الحالية، باقتحام سفارات إيران في الخارج، ولكن سرعان ما حذفت هذه التغريدة التحريضية واستبدلتها بأخرى تنتقد تساهل إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مع النظام في إيران.

نازانين بونيادي

هي ممثلة هوليوودية تحولت إلى ناشطة حقوقية، وكانت في الأصل طبيبة زارت وطنها الأصلي مرة واحدة فقط، ولا تعتبر منخرطة بشكل واضح في العمل السياسي، وتتمتع بشعبية لدى العديد من الإيرانيين، لكن الاعتراف بها داخل البلاد قد يكون أكبر عقبة أمامها في الوقت الحالي.

لماذا صمدت المباني الرومانية لقرون؟ السر في الخرسانة

لماذا سيتخلى “جاك ما” عن مجموعته المالية العملاقة “آنت غروب”؟

سبب وفاة “وديع” نجل الفنان السوري جورج وسوف