يحاول مسؤولو الصحة العالمية التعرف على الحقيقة فيما يتعلق بالتفشي الكبير لكوفيد 19، في الصين لتقييم الموقف خشية موجة جديدة من الانتشار حول العالم، بينما تسعى “بكين” للتقليل من خطورة الوضع وتعمل على بث رسائل تطمينية، حيث حشدت صحيفة الحزب الشيوعي اليوم الأربعاء المواطنين من أجل “النصر النهائي” على الفيروس.
أدى إلغاء الصين لقيودها الصارمة للفيروس الشهر الماضي إلى إطلاق العنان لكوفيد على 1.4 مليار نسمة لديهم مناعة طبيعية قليلة بعد أن تم حمايتهم من الفيروس منذ ظهوره في مدينة ووهان بوسط البلاد قبل ثلاث سنوات.
شكوك حول الوفيات
وتقول العديد من دور الجنازات والمستشفيات إنها غارقة، ويتوقع خبراء الصحة الدوليون ما لا يقل عن مليون حالة وفاة في الصين هذا العام، لكن الصين أبلغت عن خمس وفيات أو أقل يوميًا منذ تحول سياستها في التعامل مع الوباء.
وعلق أحد سكان بكين البالغ من العمر 66 عامًا، والذي ذكر اسمه الأخير فقط “تشانغ” على أعداد الوفيات الرسمية قائلًا: “هذا سخيف تماما.”
وتابع: “توفي أربعة من أقاربي المقربين، هذا فقط من عائلة واحدة، أتمنى أن تكون الحكومة صادقة مع الناس وبقية العالم بشأن ما يحدث بالفعل هنا”.
ومن جانبها رفضت الصين الشكوك الأجنبية بشأن إحصاءاتها باعتبارها محاولات ذات دوافع سياسية لتشويه إنجازاتها في مكافحة الفيروس.
الموقف الرسمي
وقالت صحيفة الشعب اليومية، الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي، في افتتاحيتها: “الصين والشعب الصيني سيفوزان بالتأكيد بالنصر النهائي ضد الوباء”، ودحضت الانتقادات الموجهة إلى الصين التي استمرت ثلاث سنوات من العزلة والإغلاق والاختبارات التي أثارت احتجاجات تاريخية في أواخر العام الماضي”.
أصبحت اليابان أحدث دولة تطلب اختبارًا سلبيًا قبل الصعود إلى الطائرة، وانضمت إلى الولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى، ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو الصحة في الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء لمناقشة الاستجابة المنسقة للسفر إلى الصين.
التقى مسؤولو منظمة الصحة العالمية بعلماء صينيين يوم الثلاثاء وسط مخاوف بشأن دقة البيانات الصينية حول انتشار وتطور تفشي المرض.
وكانت وكالة الأمم المتحدة قد دعت العلماء لتقديم بيانات مفصلة عن التسلسل الفيروسي، والاستشفاء، والوفيات، والتطعيمات.
ومن جانبها قالت المتحدثة باسم الصحة العالمية إن المنظمة ستنشر معلومات حول المحادثات في وقت لاحق، ربما في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء.
التقديرات العالمية
في الشهر الماضي، أفادت وكالة رويترز أن منظمة الصحة العالمية لم تتلق بيانات من الصين بشأن حالات دخول المستشفى الجديدة لفيروس كورونا منذ تحول سياسة “بكين”، مما دفع بعض خبراء الصحة إلى التساؤل عما إذا كانت تخفي مدى تفشي المرض.
من جانبها أبلغت الصين عن خمس وفيات جديدة بسبب كوفيد أمس الثلاثاء، مما رفع العدد الرسمي للوفيات إلى 5258، وهو معدل منخفض للغاية وفقًا للمعايير العالمية، حيث قالت شركة البيانات الصحية Airfinity ومقرها بريطانيا إن حوالي 9 آلاف شخص يموتون في الصين يوميًا بسبب كوفيد.
وأبلغ بعض الشهود بوجود فوضى في مستشفى تشونغشان بشانغهاي حيث يتزاحم المرضى، وكثير منهم من كبار السن، في قاعات مكتظة بين أسرة مؤقتة حيث يستخدم بعضهم أجهزة التنفس الصناعي.
وسط كورونا وأمراض الشتاء.. كيف تحمي نفسك خلال احتفالات العام الجديد؟
الموز يحارب كورونا.. علاج واعد قد يكون “القاضية”!
هل انتهت حالة الطوارئ الخاصة بـ “كوفيد”؟ أم أن الصين ما زالت تهدد العالم؟