يحب الأطفال والمراهقين اللعب بالنار لأسباب مختلفة، تتراوح من الفضول الطبيعي عند الأطفال الصغار إلى استخدام الأطفال الأكبر سنًا لإشعال النار للتعبير عن مشاعر الغضب أو الضيق العاطفي.
دون المساعدة والإرشاد يمكن أن يزداد السلوك المسبب للنيران ويؤدي إلى عواقب أكثر خطورة، قد تصل إلى إصابات شخصية خطيرة وإلحاق أضرار بالمنازل والمدارس والممتلكات.
يقول الباحثون إن بعض السلوكيات المعادية للمجتمع ومشكلات التواصل وبعض الاضطرابات العقلية قد تتسبب في هذه الأفعال.. قد يعاني الذين ينخرطون في هذه الممارسات أيضًا من هوس الحرائق، وهو اضطراب في السيطرة على الانفعالات يتميز بنمط من الحرائق يعمل كعامل للإشباع أو التخلص من القلق.
وسيلة لتهدئة النفس
عند التفكير في الأطفال الذين لديهم ميل للنيران، يلاحظ عالم النفس روبرت ستادولنيك، الذي أجرى تقييمات المخاطر على الشباب لما يقرب من 3 عقود، أنه على الرغم من أن البحث لا يزال ضئيلًا حول الدوافع الدقيقة والاختلافات بين الجنسين فإن الشباب غالبًا ما يشعلون النيران للإثارة أو التجريب، أو للتكيف مع التجارب السابقة في نظام عائلي فوضوي.
يعلق ستادولنيك قائلاً: “سيضرم بعض الأطفال الحرائق كوسيلة لتهدئة أنفسهم”، “العديد من الأطفال الذين نراهم لديهم تاريخ من الصدمة أو الإهمال”.
خلصت دراسة أُجريت عام 2008 أيضًا إلى أن الأطفال الذين وقعوا ضحايا سوء المعاملة والإهمال كانوا في كثير من الأحيان متورطين في إضرام النار مقارنة بنظرائهم الذين لم يتعرضوا لسوء المعاملة.
توصل الباحثون الذين قادوا هذا البحث إلى أنه بالإضافة إلى كونهم أكثر تنوعًا فيما يتعلق بأهداف إطفاء الحرائق، فإن الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة غالبًا ما يكونوا مدفوعين بالغضب، ومن المحتمل أن يكون ظهور هذه السلوكيات مرتبطًا بضغوط عائلية مباشرة.
الحرائق في المدارس
بصرف النظر عن الهياكل المهجورة أو المناطق المشجرة المعزولة، تعتبر المدارس أيضًا أماكن شائعة لإشعال الحرائق بين الأطفال والمراهقين.
في دراسة سويدية عام 2015 نُشرت في مجلة دراسات الشباب، والتي حللت العديد من حالات إشعال الحرائق في المدرسة، وجد الباحثون أن العديد من الجناة انخرطوا في هذه السلوكيات لعرقلة الأنشطة المدرسية، أو القضاء على أدلة السطو على المدرسة، أو لدوافع تتعلق بالتخريب.
من الغريب أن الدراسة حددت أيضًا أن أولئك الذين تم تشخيصهم باضطرابات نفسية حادة والمدارس المستهدفة بالحرق المتعمد لم تكن لهم في الغالب علاقة تعليمية بالمؤسسة في وقت ارتكابهم للجريمة.
فيما يتعلق بالصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية بين صانعي الحرائق الأحداث، أشارت الأبحاث إلى أن هذه المجموعة غالبًا ما تواجه صعوبات في التواصل مع الأقران وأفراد الأسرة والمسؤولين في المدرسة.
قد يكون لهذا العجز الاجتماعي تأثير سلبي على صحتهم العقلية، ما يؤدي إلى تضخيم السلوكيات الحارقة، والتي قد تحدث أيضًا مع مشاكل السلوك المعادية للمجتمع.
على الرغم من أن الطفل الذي يلعب بالكبريت أو بالنار لا ينبغي تفسيره على أنه أحد أعراض اضطراب نفسي أساسي، إلا أن ظهور حالة الصحة العقلية قد يكون الدعامة الأساسية في بعض حالات إشعال الحرائق لدى الشباب.
ظهور الأطفال على “تلفزيون الواقع” ومواقع التواصل الاجتماعي.. كيف يمكن حمايتهم؟
لماذا ينبغي تشجيع الأطفال على اللعب بالخارج؟
أفلام ومقاطع الرعب.. لماذا يحب الأطفال مشاهدتها وما مدى أضرارها عليهم؟