تقنية عالم

لماذا ستدافع الولايات المتحدة عن تايوان مهما كلف الأمر؟

شركة نفيديا كورب

 

مطلع سبتمبر الماضي، قالت شركة نفيديا كورب (Nvidia Corp) الأمريكية المصممة للرقائق الإلكترونية، إن المسؤولين الأمريكيين طلبوا منها التوقف عن تصدير شريحتين من أعلى شرائح الحوسبة لأعمال الذكاء الاصطناعي إلى الصين، وهو ما كان خطوة ضمن خطوات اتخذتها الولايات المتحدة لتشديد القيود على مبيعات الرقائق الإلكترونية إلى البلد الآسيوي.

جاء ذلك في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة سباق تسلح وصراع محموم مع الصين للسيطرة على توريد أشباه الموصلات، أو “كعكة” تصنيع وتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المعروفة بـ”الشرائح الخضراء”، التي لا غنى عنها لأي جهاز.

هيمنة تايوان

تسبق تايوان أمريكا والصين في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، لذلك فإنها في قلب الصراع بين واشنطن وبكين، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على الصراع بين الصين وتايوان، التي تقف الولايات المتحدة فيه إلى جانب تايوان، والأخيرة تهيمن على صناعة الرقائق الإلكترونية، إذ تستحوذ على 37% من صناعة الرقائق عالمياً.

فيما تتربع شركة “تي إس إم سي” التايوانية على عرش أكبر منتجي الرقائق الإلكترونية، إذ تسيطر وحدها على نحو 53% من حصة سوق الرقائق الإلكترونية في العالم، علماً بأن إيرادتها قد بلغت خلال العام الماضي 57 مليار دولار، خاصة وأنها الشركة المصنعة لرقائق عملاق التكنولوجيا شركة “أبل” الأمريكية.

لماذا ستدافع الولايات المتحدة عن تايوان؟

حسب تحليل مطوّل نشرته مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية، فإن هيمنة تايوان على صناعة الرقائق الإلكترونية مثّلت نعمة للاقتصاد العالمي، لكنها تمثل الآن تحدياً حاداً؛ إذ أنه في حالة استيلاء الصين على تايوان، يمكن أن يؤدي ذلك إلى سيطرة بكين على مصانع الرقائق، أو تدمير هذه المصانع.

في كلتا الحالتين؛ ستنشأ كارثة عالمية. ففي السيناريو الأول، يمكن أن تقرر الصين تقييد وصول الولايات المتحدة وحلفائها إلى رقائق متقدمة، مما يقلل بشكل كبير من المزايا التقنية والاقتصادية والعسكرية الأمريكية، أما إذا حدث السيناريو الثاني ودُمّرت مصانع الرقائق في تايوان، فقد يمر العالم بأزمة اقتصادية لم نشهد مثلها منذ الكساد الكبير، على ما ذكرت “ذا أتلانتك” في تحليلها.

تقول المجلة إنه للتأكيد على أهمية تمسّك الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان، يمكن النظر إلى صناعة السيارات الأمريكية التي توقعت خسائر تقدر بنحو 210 مليارات دولار العام الماضي، بعد أن أدى تباطؤ المصانع الناجم عن وباء كورونا إلى اختناقات في سلسلة التوريد لرقائق السيارات.

ما نتيجة حدوث نزاع مع الصين؟

في حالة حدوث نزاع بين الصين وتايوان، فإن تدمير تصنيع الرقائق الدقيقة في تايوان لن يعني تباطؤاً أو اختناقاً، بل يعني توقفاً مفاجئاً وكاملاً لما يقرب من ثلثي الإمدادات العالمية للصناعات التي تعتمد على الرقائق الإلكترونية.

فيما تشير “ذا أتلانتك” إلى موقف آخر بشأن الصراع بين الصين تايوان، هو أن هذه القضية هي مشكلة عسكرية استراتيجية، مضيفة أن أفضل طريقة للرد على غزو من قبل الصين هو أن تقفز الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان، وهو ما أعرب عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما سُئل في مقابلة أجريت معه مؤخراً في برنامج “60 دقيقة”، إذا كانت القوات الأمريكية ستدافع عن الجزيرة، فقال: “نعم، إذا كان هناك في الواقع هجوم غير مسبوق”.

في سياق متصل، تقول المجلة إن فكرة استبدال واردات الرقائق الإلكترونية التايوانية بمنتجات أمريكية الصنع، يبدو صعباً في الوقت الراهن، إذ أن بداية تايوان في صناعة الرقائق  كانت منذ 40 عاماً، واستغرق الأمر عقداً من الزمان على الأقل حتى أصبحت تايوان قادرة على المنافسة عالمياً، أي أن الولايات المتحدة ستحتاج على الأرجح إلى عدة عقود، قبل أن تتمكن من تصنيع معظم الرقائق التي تحتاجها محلياً.

قائمة “فوربس” لصناع المحتوى الأكثر تأثيراً عالمياً لعام 2022

تصنيف أكثر البلدان امتلاكًا للمفاعلات النووية وعددها في كل دولة

في مثل هذا اليوم.. عرض المصباح الكهربائي لأول مرة وإغراق المدمرة إيلات