يعيش الشارع العراقي حالة من التوتر، مما دفع قيادة العمليات المشتركة في العراق، اليوم الاثنين، لفرض حظر شامل على التجوال في العاصمة بغداد.
وكانت بغداد قد شهدت العديد من التظاهرات، واقتحم بعض المتظاهرون القصر الرئاسي وذلك في أعقاب إعلان رجل الدين الشيعي في العراق مقتدى الصدر، اليوم، اعتزاله العمل السياسي وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي.
وكان قد قال “الصدر”، في بيان صحفي، إنه سيتم إغلاق كافة المؤسسات، باستثناء المرقد والمتحف وهيئة تراث.
ومن جانبها قالت قيادة العمليات المشتركة في العراق إن التجول الشامل في بغداد، يشمل السيارات والمواطنين، على أن يبدأ في تمام الثالثة والنصف من ظهر يوم الاثنين.
ووسط حالة التصعيد والاستقطاب الذي يشهده العراق، نستعرض لكم في السطور التالية أبعاد الوضع في بلاد الرافدين والأسباب التي أدت لوصول الوضع لهذه النقطة الحرجة من الفرقة والخلاف.
مقتدى الصدر
برز رجل الدين الشيعي مقتضى الصدر على الساحة السياسية في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي للبلاد، فهو ينحدر من عائلة دينية بارزة، كما يتمتع بقاعدة شعبية واسعة ولديه مناصرين شديدي شديدة الولاء.
يمتلك “الصدر” رصيداً كبيراً من القرارات الثورية في العراق، حيث سبق له وقاد فصيل جيش المهدي، في السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي للبلاد، وذلك قبل أن يُحل في عام 2008، ولكن سرايا السلام التي تتبع لمقتدى الصدر مازالت تمتلك آلاف المقاتلين المسلحين.
يتمتع الصدر بنفوذ واسع في المعادلة السياسية العراقية، إذ يتواجد أنصاره في العديد من المناصب البارزة، كما زادت شعبيته مؤخرًا بسبب تبنيه لسياسية قومية وطنية معارضة للتيارات الموالية لأمريكا وإيران.
الإطار التنسيقي
أما بالنسبة للإطار التنسيقي، فهو تحالف يضم التيارات الشيعية المعارضة للصدر، والتي توالي إيران، وتضم العديد من الميليشيات المسلحة التي تتلقى تدريباتها من طهران، ومن أبرز قيادات الإطار التنسيقي، رئيس الوزراء الأسبق “نور المالكي”.
العلاقات بين التيارات السياسية في العراق وخاصة الشيعة تحكمها العديد من الخلفيات التاريخية المتعلقة بالحرب الإيرانية العراقية، وتحديدًا موقف طهران الداعم للشيعة ضد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث يتبادل الفرقاء الاتهامات فيما بينهم بالفساد.
ما الذي أجج الخلافات؟
ازدادت الخلافات والتوترات بين التيارات السياسية في العراق، في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أكتوبر الماضي، وذلك عندما حقق أنصار تيار الصدر أغلبية برلمانية قوامها 74 مقعدًا من إجمالي 329، بينما تراجع عدد المقاعد للفصائل الموالية لإيران إلى 17 مقعدًا، بدلًا من 48.
نتيجة الانتخابات البرلمانية أغضبت الفصائل الموالية لطهران، إذ حاولت إلغاء النتائج من خلال اللجوء إلى القضاء، ولكنها فشلت في ذلك، مما دفعها لتعطيل جهود التيار الصدري في تشكيل الحكومة الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية، خاصة أن الصدر كان يرغب في إبعاد التيارات الموالية لإيران، وفي المقابل كان يسعى لضم حلفاءه من الأكراد والعرب السنة.
نجحت الفصائل الموالية لإيران في إحباط محولات التيار الصدري للحصول على ثلثي النصاب القانوني اللازم لانتخاب رئيس دولة كردي، وهي الخطوة الأولى نحو تشكيل حكومة في العراق، وذلك رغم امتلاكه الأغلبية البرلمانية، وخسارة أنصار إيران لعدد كبير من ممثليهم في البرلمان.
الفصائل المدعومة إيرانيًا وضعت “مقتدى الصدر”، في أزمة دفعته لإصدار توجيهاته للأعضاء التابعين له بتقديم استقالاتهم للخروج من هذا المأزق، وذلك في يونيو الماضي، وهي الخطوة التي سمحت بإخلاء عشرات المقاعد “للإطار التنسيقي”، مما يعني أنه قد يحاول تشكيل حكومة من اختياره.
يعتبر رئيس الوزراء الأسبق نور المالكي الموالي لإيران هو الخصم المباشر لمقتضى الصدر، إذ يحاول فرض نفسه على الساحة السياسية من جديد، حيث اقترح نفسه لتولي منصب رئيس الوزراء، وهو منصب يجب أن ينتقل إلى شيعي في النظام السياسي العراقي، ولكن الانتقادات التي وجهها له الصدر دفعته للتراجع، قبل أن يقوم معرضي التيار الصدري بتسمية مرشح آخر لرئاسة الوزراء وهو محمد شياع، الذي يعتبر أنصار الصدر حليفًا للمالكي وهو الأمر الذي أشعل فتيل الاحتجاجات.
بعد فرضه في العراق.. ما هو التاريخ السيئ لحظر التجوال؟
صورة جديدة منسوبة لزوجة السفير العراقي مع راغب علامة.. ما حقيقتها؟