توفي رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، أحد أقوى قادة البلاد بعد الحرب، يوم الجمعة في هجوم مسلح أثناء حضوره حدثا انتخابيا بالقرب من أوساكا، وفقا لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
تفاصيل اغتيال رئيس وزراء اليابان
تلقى آبي رصاصتين بينما كان يلقي خطابا في مدينة نارا الجنوبية صباح الجمعة، وسقط على الفور وتم نقله إلى أقرب مستشفى.
تعامل مسؤولو الأمن في مكان الحادث مع المسلح، والمشتبه به البالغ من العمر 41 عاما، وهو محتجز الآن لدى الشرطة.
وفي مؤتمر صحفي مؤثر في وقت سابق، قال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا للصحفيين إن آبي في “حالة خطيرة للغاية”.
وقال كيشيدا الذي بدا وكأنه يحبس دموعه “الأطباء يبذلون قصارى جهدهم حاليا”، مضيفا أنه “يصلي من قلبه” من أجل أن ينجو آبي.
من هو شينزو آبي؟
شغل آبي البالغ من العمر 67 عاما، منصب رئيس الوزراء لفترة قصيرة – من عام 2006 إلى عام 2007 – قبل أن يشغل أعلى منصب سياسي في البلاد مرة أخرى من عام 2012 إلى عام 2020.
ويهيمن حزبه الديمقراطي الليبرالي الذي ينتمي ليمين الوسط على السياسة اليابانية منذ تأسيسه في عام 1955.
وبحلول الوقت الذي استقال فيه بسبب المرض في أغسطس 2020، أصبح آبي رئيس الوزراء الأطول خدمة في اليابان الحديثة، وتجاوزت فترة ولايته فترة جده نوبوسوكي كيشي، الذي قاد اليابان من عام 1957 إلى عام 1960.
كما شغل والده، شينتارو آبي، منصب كبير أمناء مجلس الوزراء، وغالبا ما ينظر إليه على أنه ثاني أقوى منصب في البلاد.
إصلاحات آبي
سعى آبي إلى تحويل دولة محمية بالمظلة النووية الأمريكية وملزمة بدستور سلمي إلى قوة أكثر حزما ومشاركة دولية، كما حاول تنشيط الاقتصاد الياباني الراكد، الذي فقد مكانته كأكبر اقتصاد في آسيا بين فترتيه في منصبه.
كان لدى رئيس الوزراء السابق طموحات طويلة الأمد لتعديل الدستور الياباني، وعلى وجه الخصوص، رأى في المادة 9، التي تنبذ الحرب وتحظر الجيش، عقبة أمام اضطلاع طوكيو بدور يليق بقوة إقليمية.
ولكن على الرغم من مهاراته السياسية الكبيرة، لم يحشد آبي الدعم الكافي لإجراء الاستفتاء اللازم لتغيير الوثيقة التأسيسية لليابان الحديثة.
نجاحات رئيس الوزراء السابق
يمكن القول إن آبي كان واحدا من أنجح رؤساء وزراء اليابان بعد الحرب، كما قال جيفري هول، خبير السياسة اليابانية في جامعة كاندا للدراسات الدولية، مشيرا إلى سجله في قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى العديد من الانتصارات في صناديق الاقتراع، لكن صعوده إلى السلطة جاء بدعم من القوميين اليمينيين وحفز التحريفية التاريخية، بحسب هول.
في السنوات التي تلت مغادرته منصبه، أصبح آبي منتقدا صريحا لحزم بكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وحث آبي هذا العام الولايات المتحدة على التخلي عن سياسة الغموض الاستراتيجي تجاه تايوان والالتزام بالدفاع عن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي في حالة وقوع هجوم صيني.
كما سلمت اليابان ملايين الجرعات من لقاح فيروس كورونا إلى تايوان – وهي عملية نقل يقال إن آبي ساعد في تسهيلها في وقت كانت فيه الجزيرة تكافح مع ارتفاع في الإصابات، ويوم الجمعة، وصفت الزعيمة التايوانية تساي إنغ وين آبي بأنه “صديق جيد” و”حليف قوي لتايوان”.
في مثل هذا اليوم.. ذكرى اغتيال غسان كنفاني وانتهاء صراع الحدود الإريتري–الإثيوبي