حددت الأمم المتحدة يوم 21 مايو لإحياء اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، استنادًا لمبدأ أن التسامح واحترام التنوع الثقافي، والتشجيع والحماية العالمية لحقوق الإنسان، والحق في التنمية هي أشياء مكملة لبعضها وتدعم بعضها الآخر.
وبهذه المناسبة، يركز هذا التقرير على توضحي أهمية الثقافة ودورها في الحوار، مرورًا بصراعات قامت بسبب هذا الاختلاف الثقافي.
الثقافة والصراع
الثقافة جزء أساسي من الصراع وحل النزاعات، وتشبه الثقافات الأنهار الجوفية التي تمر عبر حياتنا وعلاقاتنا، وتعطينا رسائل تشكل تصوراتنا، وإسنادانا، وأحكامنا، وأفكارنا عن الذات والآخرين، وعلى الرغم من قوة الثقافات، إلا أنها غالبًا ما تكون غير واعية، وتؤثر على الصراع وتحاول حل النزاع بطرق غير محسوسة.
الثقافات تشمل معنى أعمق من اللغة والزي والعادات الغذائية، فهي قد تشترك في العرق أو الجنسية، ولكنها تنشأ أيضًا من انقسامات الجيل والطبقة الاجتماعية والاقتصادية والقدرة والإعاقة والانتماء السياسي والديني واللغة والجنس – على سبيل المثال لا الحصر.
هناك شيئان أساسيان يجب تذكرهما عن الثقافات: فهي تتغير دائمًا، وتتعلق بالبعد الرمزي للحياة، وهو المكان الذي نصنع فيه باستمرار معنى ونفعّل هوياتنا، كما تعطينا الرسائل الثقافية من المجموعات التي ننتمي إليها معلومات حول ما هو ذو مغزى أو مهم، ومن نحن في العالم وفيما يتعلق بالآخرين – هوياتنا.
الحرب الأهلية الأمريكية
من الأمثلة الواضحة على الصراع بسبب التنوع الثقافي، هي الحرب الأهلية الأمريكية التي قامت بين عام 1861 و1865، بين الشمال والجنوب.
يرجع السبب إلى الاختلاف الثقافي والاقتصادي للجانبين، حيث كانت الولايات الشمالية أقرب إلى الثقافة الصناعية بينما كانت ولايات الجنوب تعتمد على الزراعة، الأمر الذي أحدث اختلافًا ثقافيًا بين الجانبين.
الحرب الأهلية بين الهوتو والتوتسي
عاش الهوتو والتوتسي في وئام بوسط أفريقيا، ومنذ حوالي 600 عام، انتقل التوتسي، وهو شعب طويل القامة ومحاربون، إلى الجنوب من إثيوبيا وغزوا موطن الهوتو على الرغم من أن عددهم أقل بكثير، ووافقوا على زراعة المحاصيل لهم مقابل الحماية.
حتى في الحقبة الاستعمارية – عندما حكمت بلجيكا المنطقة، بعد أخذها من ألمانيا في عام 1916 – عاشت المجموعتان كجماعة واحدة، وتتحدثان نفس اللغة، وتتزاوجان، وتطيعان ملكًا واحدًا.
الاستقلال غير كل شيء، فقد تم حل النظام الملكي وانسحبت القوات البلجيكية، وبعد فراغ السلطة اشتعل الصراع وتقاتلت القبيلتان.
ظهرت دولتان جديدتان في عام 1962 – رواندا التي يهيمن عليها الهوتو، وبوروندي تحت سيطرة التوتسي، واندلع القتال العرقي بين الحين والآخر في العقود التالية.
وانفجرت في عام 1994 الحرب الأهلية في رواندا التي قتل فيها مئات الآلاف من التوتسي والهوتو المعتدلين، واستولى متمردو التوتسي على زائير وتنزانيا، مما أدى إلى تهجير مليون من الهوتو، خوفًا من الانتقام، إلى زائير وتنزانيا.
اليوم العالمي للشاي.. المشروب الذي ساهم في استقلال أمريكا!