في الحادي عشر من مارس عام 1970، تم التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد، بينهم وبين الحكومة العراقية، وهو الاتفاق الذي عرف باتفاق 11 آذار، وقد وقع صدام حسين عن الحكومة العراقية، والملا مصطفى البارزاني عن المقاتلين الأكراد.
سنوات طويلة مرت على ذلك الاتفاق ولا يزال الأكراد شعب بلا دولة.. فمن هم وما أصولهم؟
رحلة الأكراد في 100 عام
يسكن الأكراد المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا والعراق وسوريا وإيران وأرمينيا، فيما يترواح عددهم ما بين 20 و 30 مليوناً، حسبما تقول هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وبالرغم من أنهم يُعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، لم تكن لهم دولة مستقلة.
وفي السنوات الأخيرة زاد تأثير الأكراد في التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل الحكم الذاتي في تركيا، ولعبوا دوراً هاماً في الصراعات في العراق وسوريا، آخرها المشاركة في مقاومة تَقدُّم تنظيم داعش الإرهابي.
أصول الأكراد
عاش الأكراد حياة قائمة على الرعي في سهول ما بين النهرين، وفي المناطق الجبلية المرتفعة الموجودة الآن في جنوب شرقي تركيا، وشمال شرقي سوريا، وشمالي العراق، وشمال غربي إيران، وجنوب غربي أرمينيا.
وأصبحوا يشكلون اليوم مجموعة متميزة، يجمعها العرق والثقافة واللغة، رغم عدم وجود لهجة موحدة. كما أنهم ينتمون لمجموعة مختلفة من العقائد والديانات، وإن كان أكثرهم يصنفون على أنهم مسلمون سنة.
حلم الدولة
في أوائل القرن العشرين، بدأ الكثير من الأكراد التفكير في تكوين دولة مستقلة، باسم “كردستان”، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصوراً لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920.
غير أن هذه الآمال تحطمت بعد 3 سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية، فيما انتهى الحال بالأكراد كأقليات في الدول السابق ذكرها، وعلى مدار 80 سنة لاحقة، لم تنجح أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة.
[two-column]
في الحادي عشر من مارس عام 1970، تم التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد، بينهم وبين الحكومة العراقية، وهو الاتفاق الذي عرف باتفاق 11 آذار، وقد وقع صدام حسين عن الحكومة العراقية، والملا مصطفى البارزاني عن المقاتلين الأكراد
[/two-column]
قتال داعش
في منتصف عام 2013، توجهت أنظار تنظيم داعش الإرهابي إلى 3 مناطق كردية متاخمة لحدود المنطقة التي سيطر عليها في شمالي سوريا، وأطلق التنظيم هجمات متكررة، فيما ظلت وحدات الحماية الشعبية، التي تعد الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، تتصدى لتلك الهجمات حتى منتصف عام 2014.
وكانت نقطة التحول هي هجوم تنظيم داعش في العراق في يونيو 2014، واستيلاؤه على مدينة الموصل شمالي العراق، وهزيمته لوحدات الجيش العراقي والاستيلاء على أسلحتهم ونقلها إلى سوريا.
وأدى تقدم التنظيم في العراق إلى تورط الأكراد في الصراع، فيما أرسلت حكومة الإقليم شبه المستقل في منطقة كردستان قوات البيشمركة لقتال داعش في المناطق التي تراجع منها الجيش العراقي.
لماذا تركت أمريكا صدام حسين في السلطة بعد غزو الكويت؟
تراجع شعبية “الفتح” وخسارة تحالف قوى الدولة أبرز مفاجآت الانتخابات العراقية