خرج أوه غو سينغ (79 عامًا) إلى الشارع ليبيع الخضراوات التي زرعها مطلع هذا العام، بعدما تسبب وباء كورونا في فقدان وظيفته في بيع الزهور بالأسواق، أوقفه المسؤولون ووجدوا أنه يبيع دون ترخيص فصادروا بضاعته.
في تلك اللحظة كانت تمر ناشطة في مجال حقوق الإنسان، فصورت الحادث ونشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتشرت قصته على نطاق واسع.. لكن كان هناك المزيد وراء قصة هذا الرجل، لقد كان في الواقع يعيش دون أن يلاحظه أحد في غابة لمدة 30 عامًا!
العيش في الغابة
نشأ السيد “أوه” مع عائلته بقرية في إحدى المدن في سنغافورة، وفي الثمانينيات هُدمت منازل القرية لإفساح المجال لمبانٍ شاهقة جديدة.
عرضت الحكومة على معظم سكان القرية منازل جديدة، لكن السيد أوه لم يتمكن من تأمين مكان خاص به، ورغم حصول شقيقه على شقة حكومية ودعوة أوه للعيش هناك، فإنه غادر في النهاية لأنه قال إنه لا يريد أن يفرض نفسه على الأسرة.
عاد بعدها إلى غابة قريبة من منزله القديم، وبدأ يقضي الليالي في ملجأ مؤقت مبني من قطع من الخشب والخيزران والقماش المشمع.
بالقرب من مكان إقامته يظهر رماد في المدخل من مخلفات النار التي كان يطبخ عليها، وتوجد أكوام من متعلقاته في منتصف الخيمة، ويبدو بالقرب من تلك الأكوام مكان يستخدمه للنوم.
الحديقة القريبة من خيمته هي المكان الذي كان يزرع فيه طعامه، وتتعرج حبال الملابس بين الأشجار، ويحمي السياج قطعة الأرض النباتية من المتسللين.
يقول إن شجرة الكاكايا الشاهقة فوق خيمته توفر له ظلًا وافرًا، ولم يشعر أبدًا بالانزعاج رغم الحرارة والرطوبة الاستوائية الشديدة في سنغافورة.
لم تكن الوحدة مشكلة على الإطلاق لهذا الرجل، فقد ظل مشغولًا في رعاية حديقته، خاصة مع ظروف النمو الجيدة التي سهلت ذلك، لكنه يذكر أن أسوأ جانب للعيش في الغابة هو الفئران، فقد وجدت طريقها إلى ملجئه المتواضع، وقضمت ملابسه تاركة ثقوبًا فيها.
كان يستخدم في بعض الأحيان الأموال التي حصل عليها لركوب العبارة إلى باتام، وهي جزيرة صغيرة في إندونيسيا المجاورة، حيث التقى بسيدة وأنجب منها ابنة، ورغم ذلك كان يعود إلى خيمته في الغابة بسنغافورة بعد زياراته المنتظمة في عطلة نهاية الأسبوع إلى باتام.
مثل عائلته في سنغافورة؛ تقول زوجة أوه وابنته التي تبلغ من العمر الآن 17 عامًا، إنه ليست لديهما أي فكرة عن كيفية عيشه، ويقول أحد أقاربه إنه كان يجيب دائمًا على أسئلة حول المكان الذي يعيش فيه بالقول إنه “يعيش في حديقة”.
حياة جديدة
مطلع هذا الشهر حصل السيد أوه على منزل جديد ليعيش فيه، إضافة إلى مساعدة اجتماعية طويلة المدى، ومساعدته في لم شمله بزوجته وابنته المقيمتين في إندونيسيا، ويعمل الآن سائقًا.
كان مسرورًا جدًا في المنزل الجديد بسخان المياه، فقد اعتاد على الاغتسال بالماء من البركة المجاورة لمأواه في الغابة، وقال إن هناك أنواعًا كثيرة من الطعام لم يتذوقها منذ سنوات، وتمكن من مشاهدة التلفاز لأول مرة منذ أكثر من 30 عامًا.
حتى الآن يعود السيد أوه إلى الغابة كل يوم.. يستيقظ في الثالثة صباحًا ويخرج لتفقد خضراواته، كل ذلك قبل أن يبدأ عمله اليومي.
من هي المطربة السعودية التي رددت “أليشيا كيز” أغنيتها؟
من هي أفنان الشعيبي.. السعودية الفائزة بمنصب رفيع في منظمة التعاون الإسلامي