اشتعلت وتيرة الاحتجاجات في مدينة الأهواز في إيران بسبب تغيير مسار نهري كارون والكرخة، جنوب غربي البلاد، إلى عمق الأراضي الإيرانية.. ما أدى إلى جفاف الأراضي وارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى معدلات مرتفعة غير مسبوقة.
هذا الأمر اعتبره السكان المحليون «سياسة تهجير ممنهج»، بعد أكثر من عام ونصف العام على احتجاجات دموية، أوقدت المحافظة الغنية بذخائر النفط والغاز شرارتها الأولى بعد قرار رفع البنزين إلى 300%.
ردت السلطات الإيرانية على هذه الأحداث بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الناشطين والمحتجين والمزارعين مع تدخل فرق خاصة من قوات مكافحة الشغب من طهران ومحافظات مجاورة للأحواز.
ما هي الأهواز؟
تقع الأهواز جنوب غربي إيران، وهي عاصمة إقليم خوزستان، تبلغ مساحة الإقليم 375 ألف كم مربع، ويصل عدد السكان إلى أكثر من 8 مليون نسمة.
[two-column]
أغلب سكان الإقليم من العرب وعدد كبير منهم من السنة الذين قدموا للمنطقة منذ زمن بعيد، ويتعرضون باستمرار للتمييز والتهميش في إيران، وفقًا للمنظمات الحقوقية الدولية.
[/two-column]
شهدت هذه المنطقة عدة احتجاجات معارضة للحكومة بسبب تردي الأوضاع المعيشية، ومن قبلها احتجاج على خطط الحكومة لتشجيع المزيد من الإيرانيين ذوي الأصول الفارسية على الانتقال إلى الإقليم.
امتدادات تاريخية
يعود وجود العرب في المدينة إلى سنة 311 قبل الميلاد، وكانت تحت حكم الخلافة الإسلامية تتبع ولاية البصرة، وبعد سقوط الدولة العباسية نشأت دولة بني أسد، التي اتخذت من مدينة الأهواز الحالية عاصمة لها.
واعترفت الدولتان الصفوية في فارس والعثمانية باستقلال دولة عربية بالأهواز في بداية القرن السادس عشر، وهي الإمارة المشعشعية التي سقط آخر إماراتها عام 1925.
كان يُطلق على هذه المنطقة قديمًا “عربستان”، بعد ذلك اتفقت بريطانيا وإيران على إقصاء الأمير وضم الإقليم الغني بالنفط إلى إيران، التي شنت عدة محاولات لطمس معالمه العربية، والتضييق على أهله في ملابسهم ومنعهم من التعليم أو التحدث باللغة العربية.
رغم أن سكان الأهواز دعموا الثورة الإيرانية عام 1979ضد نظام الشاه، فإن طهران غيرت اسم الإقليم من الأهواز إلى خوزستان، وحتى الآن الاحتجاجات تتصاعد من فترة لأخرى.. بسبب الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار والتضخم المالي تارة، ومواجهة حملات التهجير الممنهج وتجفيف أراضي الإقليم تارة أخرى وسط حملات تفرقة الاحتجاجات والاعتقالات الموسعة.