التفكير في نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا أمر مروع.. قد يموت الآلاف ويفر الملايين إلى دول أخرى هربًا من الدمار، ستكون التكلفة الاقتصادية باهظة.. وكذلك الخسائر البشرية، ورغم كل هذا فإن القوات الروسية ما زالت محتشدة على الحدود الأوكرانية، ويستمر الغرب في تهديد روسيا بعواقب وخيمة إذا ما تقدمت للغزو.
فهل هناك مخرج دبلوماسي أو طريق سلمي يجنب البلدين هذه المواجهة؟
إقناع الرئيس بوتين بالتراجع
في ظل هذا السيناريو، من الممكن أن يقتنع الرئيس بوتين بأن الخسائر البشرية والعقوبات الاقتصادية والردود الدبلوماسية ستكون كبيرة، لدرجة أنه سيأتي بأسوأ ما يمكن حتى لو حقق مكاسب عسكرية في ساحة المعركة.
بموجب هذه الرواية، سيتعين على الغرب أيضًا السماح لبوتين بادعاء النصر الدبلوماسي، وتصوير نفسه على أنه بطل سلمي لم يكن مستعدًا للرد عسكريًا على استفزازات الناتو.
يمكن لحلف الناتو وروسيا الاتفاق على صفقة أمنية جديدة
لقد أوضحت القوى الغربية أنها لن تساوم على المبادئ الأساسية، مثل سيادة أراضي أوكرانيا ووحدتها، وحقها في طلب عضوية الناتو التي يجب أن يكون لها باب مفتوح لأي دولة ترغب في الانضمام.
لكن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قبلوا بإمكانية إيجاد أرضية مشتركة حول قضايا الأمن الأوروبي الأوسع، ويمكن أن يشمل ذلك إحياء اتفاقيات الحد من التسلح التي انتهى العمل بها لتقليل عدد الصواريخ على كلا الجانبين، وتعزيز إجراءات بناء الثقة بين القوات الروسية وقوات الناتو، ومزيد من الشفافية حول التدريبات العسكرية وتحديد مواقع الصواريخ، والتعاون في اختبار الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية.
إحياء اتفاقيات مينسك بين أوكرانيا وروسيا
كانت هذه مجموعة من الصفقات التي جرى التفاوض عليها في عامي 2014 و2015 في العاصمة البيلاروسية مينسك، وكان الهدف منها إنهاء الحرب بين القوات الحكومية والمتمردين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.
ومن الواضح أنها فشلت، فالقتال مستمر، لكنها حددت على الأقل طريقًا نحو وقف إطلاق النار وتسوية سياسية تستند إلى دستور أكثر اتحادية.
أن تصبح أوكرانيا محايدة.. مثل فنلندا
تبنت فنلندا الحياد الرسمي خلال الحرب الباردة، وكانت دولة ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة، وظلت خارج الناتو حتى الآن.
هل يمكن أن يكون هذا جذابًا لكييف؟ من شأن ذلك تجنب نتيجة عسكرية، وقد يرضي هذا الحل رغبة بوتين في ألا تنضم أوكرانيا إلى الناتو أبدًا.
لكن قد لا تقبل أوكرانيا بذلك لأنه سيتركها عُرضة للنفوذ الروسي مع عدم الثقة في التزام روسيا بالشروط، وبذلك أيضًا يصعب الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
هل من الممكن أن تستمر المواجهة الحالية وتتضاءل حدتها بمرور الوقت؟
يمكن لروسيا أن تسحب قواتها ببطء إلى الثكنات، وتعلن انتهاء تدريباتها، لكن في الوقت نفسه يمكن ترك الكثير من المعدات العسكرية تحسبًا لأي شيء.
يمكن أن تواصل موسكو دعم قوات المتمردين في دونباس، وطوال الوقت ستستمر زعزعة استقرار السياسة والاقتصاد في أوكرانيا بسبب التهديد المستمر من روسيا، في المقابل سيحافظ الغرب على وجودٍ قوي للناتو في أوروبا الشرقية.
كل هذه الخيارات محتملة، لكنها تنطوي على حل وسط. والخوف في كييف هو أن أوكرانيا قد تكون الدولة التي يتعين عليها تقديم المزيد من التنازلات.. بقايا الأمل الوحيدة في الوقت الحالي هي أن جميع الأطراف لا تزال على استعداد للتحدث، مهما كان ذلك بلا جدوى.
الآثار الاقتصادية للحرب المحتملة بين روسيا وأوكرانيا
التوتر بين روسيا وأوكرانيا.. بايدن يحرك 3000 جندي إلى أوروبا الشرقية