بدأت الدول الأوروبية في إطلاق تحذيرات إلى مواطنيها لحثهم على مغادرة أوكرانيا خوفًا من الغزو الروسي المحتمل.
الوضع في أوروبا على صفيح ساخن، فبين سحب الدول مواطنيها من أوكرانيا، مثل بريطانيا ألمانيا، أو إرسال قوات عسكرية لدعم كييف أمام موسكو، يتمنى الشعب الأوكراني أن تحدث تهدئة بين البلدين.
لعل آخر تطورات أزمة أوكرانيا وروسيا، تحذير الرئيس الأمريكي، جو بايدن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حال احتياج كييف، مشيرًا إلى أن موسكو ستدفع “ثمنًا غاليًا وفوريًا”، كان ذلك في مكالمة هاتفية جمعت الرئيسين، أعلن البيت الأبيض استمرارها لنحو ساعة، بهدف التهدئة بين موسكو وكييف.
“حدود” مشتعلة
كانت أوكرانيا، التي تقع في شرق أوروبا، من دول الاتحاد السوفيتي السابقة، وأعلنت الاستقلال في أغسطس 1991، بعد تفكيك الاتحاد، ورغبت طوال الوقت في دخول الاتحاد الأوروبي منذ 1994، لكن الحلم لم يتحقق إلى الآن.
في بداية 2022، أعلنت تقارير صحفية، أن انضمام كييف إلى دول الاتحاد الأوروبي بات وشيكًا، وبالتالي ستصبح حدود روسيا مكشوفة، ما دفع موسكو لحشد قواتها العسكرية سريعًا بالقرب من حدود أوكرانيا.
ومن أبرز الأمور التي أشعلت الأزمة بين روسيا أوكرانيا، أن الأخيرة تريد أن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ما يجمعها مع “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا” ودول أخرى في منظمة عسكرية، وبالطبع ترفض موسكو أن تعطي أمريكا أو أية دولة غير حليفة موضع قدم على حدودها.
وعلى الرغم من أن أوكرانيا ليست عضوًا في حلف الناتو، ولا توجد معاهدات دفاع مشترك، إلا أن “الناتو” لا يرغب في إعادة إحياء بوتين للإمبراطورية الروسية أو إعادة الحقبة السوفيتية من جديد، والتي قد تبدأ بفرض روسيا نفوذها العسكرية على أوكرانيا.
وضمن اتصال هاتفي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع بوتين، علق الأخير على ضخ “الناتو” لأسلحة إلى كييف، مشيرًا إلى أن انضمامها للحلف سيقود القارة العجوز إلى “عواقب وخيمة”.
حشد “بوتين” نحو 100 ألف جندي، ونفى في الوقت ذاته رغبة بلاده في احتياج كييف، إلا أن البيت الأبيض توقع أن يبدأ الغزو الروسي لكييف بغارات جوية.
أوكرانيا: تخفيض دبلوماسي غير مسبوق
الولايات المتحدة سحبت العاملين غير الأساسيين في سفارتها في كييف، وأعلنت تعليق أعمالها القنصلية بداية من اليوم الأحد، وتركت مجموعة قليلة من العاملين في مدينة لفيف التي تبعد عن العاصمة كييف 539 كم، وتقترب من حدود بولندا، لمباشرة القضايا الطارئة.
الأمر ذاته أتخذته كندا، ونقلت سفاراتها إلى مدينة لفيف، كما بدأت دول أخرى في سحب رعاياها من أوكرانيا من بينها أستراليا وإيطاليا، وهولندا واليابان.
روسيا التي اشعلت فتيل الأزمة، خفضت هي الأخرى عدد دبلوماسييها في أوكرانيا، قائلة إن أوكرانيا ودول أخرى تقوم بأعمال استفزازية.
أوكرانيا.. حجر الزاوية في علاقات روسيا والولايات المتحدة
الآثار الاقتصادية للحرب المحتملة بين روسيا وأوكرانيا
وضع متدهور.. أزمات أوكرانيا الإنسانية قبل حرب روسيا المحتملة