يشتعل الصراع بين روسيا وأوكرانيا كل يوم أكثر وأكثر وسط مخاوف دولية بتحول الصراع إلى حرب حقيقية في قلب أوروبا، ذلك الصراع ليس الأول بين الجارتين لكنه استكمالاً لأربعة قرون من العداء.
ويعود سر النزاع إلى خلاف على ميراث الأمير “ياروسلاف الحكيم” الذي وحد البلدين في القرن الـ11 الميلادي، وكشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” مطلع يناير الجاري أن رفات الأمير ياروسلاف هو أساس الخلاف التاريخي الذي تحتشد القوات الروسية اليوم لأجله بالقرب من أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أيضاً أن موسكو وكييف أمضوا السنوات الأخيرة في إثبات أي منهما الوريث السياسي الوحيد لاتحاد “روس كييف” الذي أسسه الأمير، لدرجة وضع البلدان صورة الأمير الراحل على الأوراق النقدية.
في التسعينيات، وتحديداً في العام 1991 انفصلت أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره، الأمر الذي ضاعف التوترات بين البلدين، فحاولت موسكو السيطرة عليها مجدداً من خلال عقود الغاز منخفضة السعر، إلا أن كييف فضلت اللجوء للغرب.
وفي عام 1997، اعترفت روسيا رسمياً بحدود أوكرانيا التي تضم شبه جزيرة القرم التي يتحدث سكانها اللغة الروسية، فيما سمي بـ “العقد الكبير”، واستمر الهدوء سمة للعلاقات حتى عام 2003 عندما شيدت موسكو سداً في مضيق كريتش باتجاه كوسا توسلا الأوكرانية.
اعتبرت كييف تلك الخطوة بمثابة إعادة ترسيم للحدود بين البلدين، لكنه حُل بلقاء جمع الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الأوكراني.
تبع تلك الفترة عدداً من النزاعات والتوترات، إلا أن ذروتها كانت في عام 2014 حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وهي أحد الأسباب الدافعة نحو الحرب اليوم.
في ذلك الوقت احتشدت قوات روسية شبه عسكرية شرقي أوكرانيا من أجل انتفاضة، أسفرت عن إعلان جمهوريتين شعبيتين هما دونيتسك ولوهانسك، يترأسهما روس.
وردت أوكرانيا بعملية عسكرية كبرى أسمتها “حرب على الإرهاب”، لكن روسيا تدخلت عسكرياً وانتهت الحرب في سبتمبر 2014 بتوقيع “اتفاق مينسك”.
وبالعودة إلى الحاضر، فالتوتر المشتعل اليوم يتزامن مع خطاب أمريكي أوروبي يتوعد بمعاقبة روسيا بعواقب اقتصادية وخيمة إذا غزت أوكرانيا، والذي تشير بعض التقارير إلى أنه سيحدث بالفعل في أواخر يناير الجاري أو مطلع فبراير.
ما الذي تريده روسيا من أوكرانيا.. وهل الحرب على الأبواب؟