عبر التاريخ، هناك دائماً سمة تميز كل عصر، وفي عصرنا الرقمي، أصبحت الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل أنها باتت الرفيق الأول لنا في كل وقت وبكل مكان كونها صندوق أعمالنا ومشاعرنا والبساط السحري الذي يجعل العالم بين أيدينا، لكنها في الوقت ذاته رغم فوائدها لا تخلو من أضرار عديدة.
تتشكل هذه الأضرار مع التنبيهات المنبعثة من هواتفنا، في كل مرة نلتفت إليها بـ”خوف وقلق”، ذلك الخوف الذي ينتابنا حين نشعر بفوات إعلان هام أو رسائل الأصدقاء، وكذلك حين نخاف من فوات مشاهدة حدث مهم أو متابعة عمل أو تحديثات التطبيقات المتنوعة، وغيرها من تقنيات ذلك العالم الافتراضي الذي لا يعترف بالزمن، فتمضي الأيام فيه بسرعة مذهلة.
هذا الكم من الخوف، يعرفه العلماء بحالة Fear Of Missing Out والتي تختصر بـ”FOMO”، وتعني “الخوف من أن يفوتنا شيء”، وقد أضيف هذا المصطلح إلى قاموس أكسفورد في عام 2006.
وتنطبق هذه الحالة على الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، عند الخوف من فوات أحداث مجتمعية تقع من حولنا، وهذا ما انتبه إليه خبير التسويق الاستراتيجي الدكتور دان هيرمان، في ورقة بحثية عام 1996، قبل انتشار مواقع السوشيال ميديا، حين لاحظ خوف مستهلكين كان يناقشهم حول المنتجات الشرائية، من فوات فرص شراء منتجات جديدة، مقابل فرحتهم عند اغتنامهم هذه الفرص، ليكون بذلك أول من توصل لحالة “FOMO”.
[two-column]
هذا الكم من الخوف، يعرفه العلماء بحالة Fear Of Missing Out والتي تختصر بـ”FOMO”، وتعني “الخوف من أن يفوتنا شيء”، وقد أضيف هذا المصطلح إلى قاموس أكسفورد في عام 2006.
[/two-column]
ومنذ ذلك الوقت، تواصلت الأبحاث بشأن هذه الحالة، فكان رجل الأعمال باتريك ماكجينيس، أول من صاغ مصطلح FOMO في عام 2004، في مقال نشره في مجلة هاربوس التابعة لكلية هارفرد للأعمال، ثم سرعان ما انتشر الحديث عن هذه الحالة مع اتساع رقعة مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك وتويتر وانستجرام”، كونها أصبحت المصدر الأول للحصول على آخر الأخبار والمستجدات في جميع أنحاء العالم.
وتكمن خطورة حالة “FOMO” في تحولها إلى إدمان للواقع الافتراضي الذي توفره مواقع التواصل الاجتماعي، حين تفرز الدماغ البشرية مادة دوبامين عند كل إشعار إلكتروني، ما يتسبب في عزوف مدمنيها عن الواقع الحقيقي والبقاء في عالم مجازي لا ينتهي ومليء ببواعث القلق والتوتر.
ويرى المختصون أن علاج هذه المتلازمة المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، يمكن من خلال تبني مفهوم معاكس بترك مطاردة التنبيهات، والإحساس بالسعادة في ترك الأشياء والتحرر من شبكات الإنترنت، فضلاً عن الانغماس في العالم الواقعي من خلال ممارسة الرياضة والعيش بشكل طبيعي ولحظات دافئة مع الأسرة والأصدقاء.
اقرأ أيضًا
ما التطبيقات الأكثر تحقيقاً للأرباح؟