امتدت آثار التغير المناخي إلى محاصيل القهوة التي تتطلب درجة حرارة وطبيعة أجواء معينة لإنتاج بذورها، لكن موجات الطقس المتطرفة أدت إلى ارتفاع العقود الآجلة للقهوة إلى أعلى مستوى منذ يناير 2012.
لسوء الحظ هذا يعني أن شاربي القهوة سيدفعون أسعارًا أعلى للمتاجر والمقاهي في الأشهر المقبلة. ويقع جزء كبير من اللوم في ارتفاع أسعار القهوة على الجفاف الشديد وظروف الصقيع غير العادية في البرازيل، أكبرِ مورد لحبوب البن في العالم.
طقس فظيع
يخلق تغير المناخ كوابيس للمزارعين في جميع أنحاء العالم، وهذا بدوره يجعل الطعام أعلى تكلفة. واعتبارًا من أغسطس، ارتفعت أسعار الغذاء العالمية بنسبة 31%، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
ومثل أجزاء كثيرة من الكوكب؛ تعرضت مناطق زراعة البن في البرازيل لضرر كبير بسبب الجفاف الطويل، الذي قد يصبح أسوأ فترة جفاف مرت بها البلاد منذ حوالي قرن.
وتعرضت البرازيل في يوليو لأشد موجة صقيع منذ عام 1994، ما وجَّه ضربة أخرى للبن وغيره من المحاصيل.
في الوقت نفسه، أشار المحللون إلى الاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد التي تسبب مشاكل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نقص حاويات الشحن.
ارتفاعات وشيكة
أسعار التجزئة للبن آخذة في الارتفاع، لكنها لم ترتفع بشكل كبير مثل العديد من الموارد الأخرى، وارتفعت أسعار القهوة بنسبة 4.7% خلال الـ 12 شهرًا الماضية، وفقًا لتقرير تضخم أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر.
ذلك لأن شركات القهوة الكبرى تشتري القهوة مقدمًا بوقت طويل، ولديها استراتيجيات تحوط لتأمين الأسعار، وهذا يسمح لها بالدفاع عن هوامش ربحها وإبقاء الأسعار تحت السيطرة، ما يخفف من آثار التقلبات في سوق العقود الآجلة.
النبأ السيئ هو أنه إذا بقيت الأسعار مرتفعة فسوف تترجَم في النهاية إلى أسعار أعلى لشاربي القهوة.
ويواجه العالم نقصًا حادًا في قهوة “أرابيكا”، التي تمنح ألذ نكهة وتشكل حوالي 60% من الإنتاج العالمي، إذ ارتفعت بنحو 80% هذا العام. وبينما ينشغل الباحثون والمحللون بمسح بقايا محصول البن البرازيلي المتضرر، لا تزال التقارير غير مشجعة حتى الآن.
اقرأ أيضًا
السعودية تكافح تغير المناخ بـ 65 مبادرة بقيمة 13 مليار دولار