العلاقة بين التقدم في العمل والتحفيز مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، وتُظهر الأبحاث أنه إذا كنت تقوم بعمل جيد، فمن المرجح أن تتحسن إنتاجيتك وشعورك بالقيمة الذاتية والولاء للشركة.
لكن إبقاء الموظف في أسفل السلم الوظيفي له آثار سلبية على التزامه بالوظيفة. وعندما يتأخر التقدم الوظيفي بسبب رفض فرص الترقية أو تأجيلها بشكل متكرر، فستكون الآثار أكثر حدة. وإذا اشتبه العاملون في أن عدم الترقية مرتبطٌ بهويتهم لا بأدائهم؛ فإن الفشل في التقدم يمكن أن يكون حلقة من خيبة الأمل، ويمكن أن يكون لهذا آثار طويلة المدى على العمل وعلى صحة العامل العقلية.
الطبقية والتحيز في العمل
بعض الأشخاص يتقدمون بشكل أبطأ من غيرهم.. في عام 2020، وجد الأستاذان، بول إنجرام، وجان أوه، من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أن العمال الأمريكيين من الطبقة الاجتماعية الأدنى تقل احتمالية أن يصبحوا مديرين بنسبة 32%، مقارنة بالأشخاص من الطبقات الأعلى، وغالبًا ما يكون هذا بسبب التحيز في التوظيف.
درست لورين ريفيرا، الأستاذ المساعد في الإدارة والمنظمات بجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة، عمليات التوظيف لدى 120 من أصحاب العمل الرئيسيين، ثلثهم من البنوك، وأظهرت النتائج أن التحيز الشخصي أثر بشكل كبير على قرارات التوظيف، ما يعني أن أولئك الموجودين في المناصب العليا والذين يشغلون سلطة التوظيف هم غالبًا من الرجال البيض، الذين يملؤون المناصب العليا بأشخاص يشاركونهم سماتهم الخاصة.
وقالت ريفيرا في نتائج بحثها: “تترك هذه الشركات قدرًا كبيرًا من حرية التصرف للمسؤولين عن تعيين الموظفين الجدد، وتطلب منهم على سبيل المثال أن يختاروا أشخاصًا لديهم حافز كبير للعمل، لكنها لا تخبرهم بما يعنيه هذا الحافز، لذلك ينتهي الأمر بأن يُعرِّف هؤلاء المسؤولون ذلك الحافز أو الدافع وفق وجهة نظرهم وتصوراتهم”.
يعد هذا الأمر مشكلة كبيرة، لأن الأحكام التي نصدرها على الأشخاص أثناء عملية التوظيف لها تأثيرات دائمة، وفي نهاية المطاف يؤدي ذلك إلى استمرار دوران الحلقة المفرغة والمدمرة لمن يتخلف عن الركب – الأقليات العرقية، والعمال من الطبقة الدنيا والأشخاص الملونون.
وأظهرت دراسة من كلية تيلفير للإدارة بجامعة أوتاوا الكندية، أن الشعور بالإقصاء أو التجاهل أو التهميش أو حتى شعور الشخص بأنه منبوذ في مكان العمل يمكن أن يكون ضارًا للغاية.
وخلُص الباحثون إلى أن الشعور بالانتماء هو حاجة إنسانية أساسية، وأن “أولئك الذين حُرموا من حاجة أساسية تظهر عليهم مجموعة متنوعة من الأمراض التي تتجاوز مجرد الشعور بعدم الراحة، بما في ذلك زيادة الضغط والتوتر، وضعف الصحة، وانخفاض مستوى الرفاهية الذهنية والنفسية”.
اقرأ أيضًا
تأثير العيش في المدن على الصحة النفسية والعقلية
في يومها العالمي.. ما قصة أقدم مستشفى للصحة النفسية في العالم؟