تزداد المخاوف من أن تلقي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على أكثر من 181 دولة، بظلالها على التجارة العالمية ومن بينها صناعة السيارات.
وقال المختص في قطاع السيارات والنقل، هاشم الفطايرجي، إن شركات السيارات العالمية وتحديدًا الأوروبية منها لديهم معضلة كبيرة، على الرغم من أن بعض الشركات لديها مصانع في الولايات المتحدة مثل فولكسفاجن، إلا أنها تستورد بعض المنتجات من الخارج.
وأضاف خلال مداخلة في برنامج “أسواق السعودية” المُذاع على قناة الإخبارية، إن العلامات التجارية الكورية واليابانية للسيارات تمتلك مصانع أكثر في الولايات المتحدة، وبالتالي لديها فرصة للتكيف أسرع مع التغييرات الجديدة. وتابع: “أغلب شركات السيارات حاليًا وقفت التصنيع بشكل مؤقت حتى تتم إعادة تسعير سياراتها بناءً على الضرائب الجديدة، خصوصًا وأن العديد من السيارات تعتمد على الكثير من القطع سوء كانت منتجة داخل الولايات المتحدة أو خارجها وكل قطعة من هذه القطع من المرجح أن يختلف سعرها”.
وأشار الفطايرجي إلى أن شركات تصنيع السيارات لا يمكنها الاستغناء عن السوق الأميركي، لأنه ثاني أكبر سوق في العالم بعد الصين، كما أنه المستورد الأول لمنتجات السيارات الصينية. مشيرًا إلى سوق السيارات الأميركية يبلغ حوالي 15 مليون سيارة في السنة نصفها يتم استيرادها من دول أخرى. وقال إن السوق الصينية للسيارات يبلغ 30 مليون سيارة سنويًا أي ضعف السوق الأميركية، ولكن على العكس فإن جميع سياراتها منتجة في الصين. وبالتالي فإن رسوم ترامب الجمركية لن تؤثر كثيرًا عليها، على العكس من السوق الأميركية.
كيف يمكن أن تتغلب شركات السيارات على أزمة الرسوم الجمركية
قال الفطايرجي إن بعض الشركات لديها مصانع مثل مرسيدس ربما تحاول التكيف من خلال إنتاج بعض القطع التي تدخل في تجميع السيارات داخل الولايات المتحدة في واحد من تلك مصانعها لتلبية الطلب المحلي ولتتجنب في نفس الوقت الضرائب الجديدة على الواردات. وأضاف أن الحل الآخر يتمثل في محاولة إعادة تكيف سلاسل الإمداد بحيث إنه يُعتمد أكثر على الموردين داخل الولايات المتحدة لتلبية الحاجة على بعض المنتجات التي تدخل في تصنيع السيارات، وهذا أيضًا يجنبهم الضرائب الجديدة.
تأثير التغيرات الجديدة على سوق السيارات السعودي
استبعد الفطايرجي تأثر سوق السيارات المحلية في المملكة بشكل سلبي، وما يمكن أن يحدث هو ارتباك في سلاسل الإمداد وهو ما قد ينعكس على شح بعض الموديلات على المدى القصير الأجل. وقال: “أما فيما يخص الاستفادة التي يمكن أن يحققها السوق المحلي فهو أمر غير مؤكد على اعتبار أن أغلب الأسواق لا تستطيع العمل بدون السوق الأميركي الضخم”.
وبشكل عام، قال الفطايرجي إنه خلال العام الماضي كانت هناك وفرة في السيارات، وكان هناك نموًا جيدًا لمبيعات السيارات في أغلب الشركات، مقارنة بفترة ما بعد جائحة كورونا، وشهدت أسعار السيارات خلال العام الماضي والحالي هبوطًا في أسعار السيارات وهو اتجاه مرشح للاستمرار، وهذا يعود بالنفع على المستهلك.
اقرأ أيضًا:
انخفاض حاد في الأسواق المالية العالمية بسبب رسوم “ترامب” الجمركية
سوق الأسهم السعودية.. انخفاض محلي وعالمي على خلفية الرسوم الجمركية
سؤال صحفية عن تراجع الأسواق يستفز ترامب ليرد: “غبي جدًا”