سياسة أحداث جارية

لماذا تتفاوض واشنطن مع روسيا وأوكرانيا بشكل منفرد؟

لماذا تتفاوض واشنطن بشكل منفرد مع روسيا وأوكرانيا؟

تتبع واشنطن سياسة التفاوض المنفرد مع روسيا وأوكرانيا بهدف إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، إذ عقدت لقاءات مع البلدين كلا على حدة في السعودية.

واستضافت جدة، أمس الثلاثاء، محادثات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين ضمن مسار إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية التي اندلعت في بداية عام 2022. واستهدفت المباحثات المدعومة من الرياض تعزيز الأمن والسلام الدوليين. يأتي ذلك في الوقت الذي تغيرت فيه السياسة الخارجية الأميركية تجاه أوكرانيا، إذ توقفت عن تقديم المساعدات العسكرية لكييف لحين تقييم العلاقات مع الإدارة الأميركية الحالية، في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.

ولكن لماذا تتفاوض الولايات المتحدة بشكل منفرد؟

يقول رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية – الروسية، الدكتور ماجد التركي، إن ميدان أوكرانيا تحول من صراع غربي أميركي على أرض أوكرانيا عسكريًا ضد روسيا، إلى أرض سياسة في المنافسات مع روسيا، مضيفًا خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة “الإخبارية”: “الإشكالية الآن هي أن أوكرانيا أصبحت الكرة في الملعب بين اللاعبين المؤثرين والقادرين”.

وفيما يتعلق بالتباحث بشكل مستقل، قال التركي: “هذه تداخلات شكلية وليس لها علاقة، لأن المباحثات الأميركية الروسية في الرياض كانت مباشرة بين الطرفين وليس لها علاقة بأوكرانيا، وكانت تستهدف وضع أرضية للمستقبل السياسي والاقتصادي والأمني الروسي الأميركي”.

وتابع: “وتم الاتفاق في الرياض على مبادرة الدرعية المعنية باستئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي، لذلك تحدث ترامب مباشرة عن توجهات استثمارية كبرى مع الجانب الروسي، ورحبت موسكو بهذا الأمر”، مؤكدًا: “الفهم الأوكراني لهذا الجانب كان خاطئًا، فمحتوى النقاش لم يكن كييف بشكل رئيسي، ولكن جزءًا من المباحثات”. واستكمل التركي:  لذلك نحن نرى الآن حوارًا أميركيًا – أوكرانيًا لأن هناك نقاط خلاف، والجانب الأميركي يقول إنه سيأخذ الملف الأوكراني من بعده العسكري إلى مساره السياسي وأنه الضامن للمستقبل السياسي الأوكراني ولكن وفق المعطيات البرجماتية التي قدمتها واشنطن.

لماذا قد يشكل التقارب الروسي – الأميركي مشكلة لأوروبا؟

يقول التركي إن المرحلة الحالية من المفاوضات تقتصر على الجانبين الأميركي والأوكراني لتسوية العلاقات بينهما فيما يتصل بالقضية الأوكرانية الروسية، أما المفاوضات الروسية – الأميركية فيما يتعلق بالشأن الأوكراني كملف ملحق، فهناك فرق عمل بدأت بعد مبادرة الرياض في العمل بصورة مباشرة.

وأضاف: “أصبحت هناك حاضنة توافقية أميركية روسية انعكست على الموقف الأميركي في الأمم المتحدة لأول مرة، لتنحاز الولايات المتحدة إلى روسيا وتترك أوروبا عالقة”. مشيرًا إلى أن المشكلة لدى أوروبا تتعلق بعدة أمور ومنها أن أوروبا تدخلت في الملف الأوكراني وفق المصلحة الأميركية، والدليل على ذلك أن أوروبا منذ أن بدأت الأزمة وحتى اليوم وهي متضررة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وحتى ديموغرافيًا.

وتابع التركي: “الآن الولايات المتحدة تسعى لمعالجة الملف بطريقة أحادية أميركية، فبقيت أوروبا عالقة بمعنى تحمل تركة آثار الحرب، من ناحية أخرى فإن الاتفاق الأميركي الأوكراني سيقطع النفس الأوروبي، لأن أوروبا تعتمد على أوكرانيا في 40% من واردات المواد الطبيعية، وبعد الاتفاق سيذهب جزء من هذه المواد إلى روسيا والباقي إلى الولايات المتحدة”.

اقرأ أيضًا:

محادثات جدة.. خطوة جديدة نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

نتائج القمة الروسية الأمريكية بالرياض.. عودة العلاقات

السعودية تصنع السلام.. إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يبدأ من الرياض