تقنية

«أمازون» و«مايكروسوفت» تواصلان الهيمنة على سوق الحوسبة السحابية عالميًا

تواصل كل من «أمازون» و«مايكروسوفت» تصدرهما لسوق البنية التحتية السحابية عالميًا، إذ حافظت منصة «أمازون ويب سيرفيسز(AWS)»، على صدارتها بحصة سوقية بلغت 30% خلال الربع الأخير من عام 2024، متقدمة على «مايكروسوفت أزور» التي سجلت 21%، فيما حلت «جوجل كلاود» ثالثًا بنسبة 12%.

وتمثل هذه الهيمنة الثلاثية أكثر من 60% من السوق المتنامي، بينما تقتصر حصة باقي المنافسين على أرقام ضئيلة لا تتجاوز خانة واحدة.

وارتفع الإنفاق العالمي على خدمات البنية التحتية السحابية بمقدار 17 مليار دولار، مسجلًا نموًا بنسبة 22% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ليصل إلى 91 مليار دولار خلال الربع الأخير من 2024.

أما بالنسبة للعام بأكمله، فقد بلغت الإيرادات 330 مليار دولار، وهو ما يفسر حدة التنافس في هذا المجال. ورغم كبر حجم السوق، فإن معدلات نموه لا تزال قوية، بل إنها تسارعت مجددًا خلال العام الماضي

ما الذي يدفع السوق إلى النمو المتسارع؟

يرى جون دينسديل، كبير المحللين في «مجموعة أبحاث ساينرجي»، أن هناك عوامل متعددة تساهم في هذا النمو الملحوظ، أبرزها تراجع بعض العوائق السوقية، بالإضافة إلى التأثير الكبير للذكاء الاصطناعي.

وأوضح قبل ثلاثة أشهر أن «الخدمات والتقنيات الجديدة الموجهة نحو الذكاء الاصطناعي تساعد كبرى شركات الحوسبة السحابية على الاستفادة من دورة نمو مستدامة، حيث تؤدي الإمكانات الجديدة إلى زيادة الطلب، مما يرفع الإيرادات ويمكّن من استثمارات أكبر في البنية التحتية التقنية». هذه الحلقة المتصلة من التطور المستمر قد تعني أن السوق سيشهد توسعًا أكبر في المستقبل.

كيف تتوزع الحصص السوقية بين الشركات الكبرى؟

بجانب اللاعبين الثلاثة الكبار، تحتل «علي بابا كلاود» المرتبة الرابعة بنسبة 4%، تليها «أوراكل» بحصة 3%، ثم «سيلزفورس» و«آي بي إم كلاود» و«تينسنت كلاود» بحصة 2% لكل منها، وفقًا لتقديرات «مجموعة أبحاث ساينرجي».

ويشمل هذا التوزيع كلًا من خدمات «المنصات كخدمة» (PaaS) و«البنية التحتية كخدمة» (IaaS) والخدمات السحابية الخاصة المستضافة.

ما دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل السوق؟

يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في زيادة الطلب على البنية التحتية السحابية، حيث تعمل الشركات الكبرى على دمج حلول الذكاء الاصطناعي في خدماتها لتقديم قيمة مضافة لعملائها.

ومع التوسع في استخدام التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة، باتت الحاجة إلى موارد حوسبية ضخمة أمرًا ضروريًا، مما جعل الاستثمار في السحابة أولوية استراتيجية للشركات التكنولوجية.

ومع استمرار الشركات في توسيع نطاق خدماتها، يُتوقع أن تستمر المنافسة على الحصص السوقية، خاصة مع دخول شركات جديدة تحاول إيجاد موطئ قدم لها في هذا القطاع الديناميكي. في ظل هذه التحولات، سيظل الابتكار والتكامل مع التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين عاملين رئيسيين في تحديد معالم مستقبل السوق.