فن

هاني السعدي.. رحيل كاتب الفانتازيا التاريخية وصانع الدراما المؤثرة

رحل الكاتب والممثل هاني السعدي، الفلسطيني السوري، عن عمر ناهز 81 عامًا.

ترك السعدي بصمة لا تُمحى في عالم التلفزيون، سواء في بداية مشواره كممثل أو لاحقًا ككاتب برع في صناعة الفانتازيا التاريخية، مقدّمًا أعمالًا أصبحت جزءًا من الذاكرة الدرامية العربية.

نشأة صنعت كاتبًا استثنائيًا

وُلد هاني السعدي في 6 يونيو 1944 في بلدة صفورية بفلسطين قبل النكبة، لكنه أجبر على مغادرتها وهو في الرابعة من عمره، ليستقر مع عائلته لاجئًا في مخيم اليرموك بدمشق.

رغم صعوبة البدايات، لم يقف اللجوء عائقًا أمام شغفه بالفن، فدخل عالم التمثيل قبل أن يكتشف أن الكتابة هي المجال الذي سيصنع فيه تاريخه الفني.

من التمثيل إلى الكتابة.. التحول الكبير

بدأ السعدي مشواره الفني ممثلًا في فيلم بوابة الغزلان عام 1969، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، منها أسعد الوراق، الحدود، تجارب عائلية، وآخر الفرسان.

كما تألق في المسرح، خصوصًا في أعمال سعد الله ونوس مثل رأس المملوك جابر وحفلة سمر من أجل خمسة حزيران.

لكن التحول الأبرز في مسيرته كان في مطلع الألفية، عندما قرر عام 2002 التفرغ للكتابة بشكل كامل، ليصبح أحد أبرز مؤلفي الدراما العربية، خصوصًا في مجال الفانتازيا التاريخية.

إبداع في الفانتازيا التاريخية

اشتهر السعدي بابتكار قصص تمزج بين التاريخ والأسطورة، مقدّمًا أعمالًا مشوّقة حققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، ومن أبرزها:

  • الجوارح  (1995)
  • الكواسر  (1998)
  • الموت القادم إلى الشرق  (1997)
  • البواسل  (2000)
  • الفوارس  (1999)
  • البركان  (1993)

تميزت كتاباته بالسرد الملحمي، والصراعات الدرامية القوية، والأسلوب البصري المثير الذي جعل أعماله تترك أثرًا طويل الأمد في الدراما العربية.

تأثيره في الدراما الاجتماعية

لم تقتصر أعمال السعدي على الفانتازيا، فقد قدّم أيضًا مسلسلات اجتماعية مهمة، أبرزها أبناء القهر، الذي ناقش قضايا حساسة مثل الإدمان والإيدز، وحصد جائزة أفضل مسلسل عربي في المؤتمر الطبي بباريس.

كما كتب أعمالًا أخرى مثل حاجز الصمت والخط الأحمر، التي تناولت قضايا اجتماعية معاصرة بأسلوب جريء.

إرث عائلي فني

لم يكن السعدي مجرد كاتب مبدع، بل كان أيضًا والدًا للفنانتين روعة وربى السعدي، اللتين برزتا في الدراما السورية، وورثتا عنه حب التمثيل والفن.

وعلى الرغم من تراجعه عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة بسبب مرض ألزهايمر، إلا أن أعماله بقيت محفورة في وجدان المشاهد العربي.