على الرغم من أن العالم لا يخلو من صراعات، إلا أن هناك تساؤلاً حول الأسباب التي تجعل حروباً بعينها، مثل الحرب الروسية الأوكرانية أو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تستمر لفترات طويلة مقارنة بحروب أخرى. البيانات الحديثة تكشف لنا بعض الحقائق المهمة حول طبيعة ومدد الحروب، ولماذا أصبحت الحروب تستمر لفترات أطول؟
الحروب الحديثة: مدة أطول وتعقيد أكبر
بحسب بيانات NPR، الحروب الحديثة باتت تميل للاستمرار لفترات أطول. قد يعود ذلك إلى تعقيدات سياسية، اقتصادية، ودولية تجعل من إنهاء الحروب أمراً صعباً، إضافة إلى تدخل أطراف دولية وغياب حلول دبلوماسية شاملة. على سبيل المثال، الحرب الأهلية السورية بدأت في عام 2011 وما زالت مستمرة بدرجات متفاوتة من العنف والتدخلات.
أرقام النزاعات في 2023
تشير بيانات Heidelberg Institute for International Conflict Research (HIIK) إلى وجود 369 نزاعًا عالميًا في عام 2023، منها:
22 حربًا شاملة: كما هو الحال في أوكرانيا واليمن.
21 حربًا محدودة: تتميز باستخدام أقل للعنف.
177 أزمة عنف: نزاعات عنيفة لم تصل لمستوى الحرب.
ورغم ذلك، تشير البيانات إلى انخفاض تدريجي في عدد النزاعات منذ ذروتها في 2013، حيث تم تسجيل 418 نزاعًا آنذاك.
مستويات النزاع: منهجية تحليلية
وفقًا لتعريف HIIK:
النزاعات السياسية تشمل خلافات حول القيم بين فئات مثل الحكومات أو الجماعات الدينية.
القياس يعتمد على عنف النزاع، وعدد القتلى، واللاجئين، ومدى الدمار.
المستويات الخمسة:النزاع السياسي.
الأزمة غير العنيفة.
الأزمة العنيفة.
الحرب المحدودة.
الحرب الشاملة.
أبرز الحروب الشاملة تم تسجيلها في مناطق إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تسببت في آثار مدمرة على المدنيين والبنية التحتية.
متوسط مدة الحروب عبر التاريخ
بالمقارنة مع الحروب الحديثة:
الحروب قبل القرن العشرين كانت تستمر عادة بين 4 إلى 7 سنوات.
الحروب الحديثة (مثل أفغانستان والعراق) تستمر لعقدين أو أكثر بسبب التدخلات الدولية وتعدد الأطراف.
ختام: هل من أمل لنهاية أسرع؟
تشير التحليلات إلى أن إيجاد حلول شاملة للنزاعات يتطلب تعاونًا دوليًا جادًا. ومع ذلك، فإن الحروب الطويلة غالبًا ما تنتهي إما باستنزاف الموارد أو بتغير كبير في التوازنات السياسية والعسكرية، وهو ما قد يستغرق سنوات طويلة.