منوعات

أغرب تقاليد الاحتفال بالعام الجديد حول العالم

رأس السنة مناسبة عالمية تجمع الشعوب على اختلاف ثقافاتها في لحظة وداع عام واستقبال آخر، وبينما تتصدر الألعاب النارية والحفلات مظاهر الاحتفال، تكمن وراء ذلك طقوس فريدة تجسد تقاليد عريقة تروي قصصًا عن هوية الشعوب وخصوصيتها الثقافية.

وتعكس هذه العادات، التي تتنوع بين الغريب والمبتكر، طموحات البشر وتطلعاتهم لبداية جديدة مليئة بالأمل، ففي كوبا، مثل، يشكل رمي دلو من الماء القذر عند منتصف الليل تعبيرًا عن تطهير المنزل من الحظ السيئ والطاقة السلبية.

هذا التقليد يسبق بتنظيف شامل للمنزل، حيث يُستخدم الماء الملوث أثناء التنظيف ليكون رمزًا لما يرغب الناس في التخلص منه من متاعب العام الماضي، وبهذا يشرعون العام الجديد بنقاء وأمل.

كيف يحتفل العالم برأس السنة؟

في الثقافة اليونانية، يُعلق البصل على أبواب المنازل ليلة رأس السنة كرمز للخصوبة والتجدد، وتستند هذه العادة القديمة إلى قدرة البصل على النمو حتى في أصعب الظروف، ما يجعله رمزًا للتجدد والازدهار، وتعلق العائلة، بعد القداس الكنسي، بصلة على الباب كبادرة تفاؤل للعام الجديد.

أما في الدنمارك، فيتجمع الناس للوقوف على الكراسي والقفز مع منتصف الليل، حيث يُعتقد بأن هذه القفزة الرمزية تمثل الانتقال إلى العام الجديد بخطوات مليئة بالتفاؤل وترك السلبية وراءهم.

وفي اليابان فإن أصوات الأجراس تتردد 108 مرة في المعابد البوذية، وهو عدد يرمز إلى «الرغبات الدنيوية» في البوذية، ويُقرع الجرس 107 مرات في اليوم الأخير من العام، والمرة الـ108 بعد دخول العام الجديد، مما يعكس تطهيرًا رمزيًا للذنوب.

وفي إسبانيا، يتسابق الناس لتناول 12 حبة عنب مع دقات الساعة الأخيرة قبل حلول منتصف الليل، وتهدف هذه العادة لجلب الحظ، حيث تمثل كل حبة شهرًا من شهور العام القادم. إذا كانت الحبة حلوة، فإن الشهر المرتبط بها سيكون جيدًا، والعكس صحيح.

في ويلز القديمة، كان الأطفال يخرجون مع أول شروق لشمس العام الجديد حاملين برتقالة مزينة بالقرنفل والفواكه المجففة، يغنون أو يرددون أهازيج على أبواب المنازل. تُمنح لهم العملات أو الحلوى كهدايا، ويُحتفظ بالبرتقالة في المنزل لجلب الحظ.

ما هي أغرب احتفالات رأس السنة؟

في جمهورية التشيك، يُقطع التفاح نصفين ليكشف عن نوايا العام القادم، فإذا كانت البذور تشكل نجمة، فهذا يعني أن العام سيكون سعيدًا، أما إذا شكلت صليبًا، فيُعتقد أنه سيحمل تحديات.

وفي قبرص واليونان، يتم الاحتفال بالعام الجديد بتقطيع كعكة «فاسيليوبيتا»، نسبة إلى القديس فاسيليوس، وتُخبئ في الكعكة التي تقطع في حضور العائلة قطعة معدنية، ومن يجدها يُعتبر محظوظًا طوال العام.

وعلى شواطئ البرازيل، يقف الناس عند حافة البحر يقفزون فوق سبع موجات، ويكرس هذا التقليد للآلهة «يموجا»، إلهة البحر، لجلب بركتها. كما تُلقى الزهور والمجوهرات في المياه كقرابين.

وفي دول لاتينية أخرى يحمل الفرد حقيبة فارغة ويتجول بها حول الحي، حيث يُعتقد أن هذا الطقس يجلب السفر والمغامرات في العام الجديد، ويُمارس أحيانًا على شكل سباقات لتحفيز الأحداث السعيدة بشكل أسرع.

هذه التقاليد رغم طرافتها، ليست مجرد طقوس ترتبط بما هو ديني أو ما تواضع عليه الأقدكون، وإنما قصص تُحكى عن الأمل والطموح والخوف، سواء كانت رمزية كتطهير المياه في كوبا أو حلوة كتقليد العنب في إسبانيا، فإنها تعكس رغبة البشر في مواجهة المستقبل بتفاؤل وترحيب.