منذ 2010، يرتفع معدل الجوع في دول عدة حول العالم، وكانت المنظمات الأممية تعمل على خفض تلك الوتيرة، إلا أن جائحة “كورونا” عقَّدت الأزمة أكثر، إذ تسببت في العديد من أزمات الغذاء، لا سيما لدى الدول التي تعاني من حروب وصراعات.
وبحسب تقرير “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2021” الذي صدر عن “الفاو” ومنظمات أممية أخرى، فإن هناك ثلاث دول عربية قد تواجه خطر ارتفاع معدلات الجوع المطلقة.
تذكر “الأمم المتحدة” أن نحو 9.9 % من مجمل سكان العالم (أي 720 إلى 811 مليون شخص) كانوا يعانون من جوع مزمن ونقص في التغذية خلال 2020، بعد أن كانت النسبة في السنة التي سبقتها 8.4 في المائة؛ ما يعني ارتفاع النسبة بنحو 90 مليون خلال عام واحد.
دول عربية معرضة لأزمات غذائية
يشير التقرير إلى وجود 10 أزمات غذائية هي الأسوأ عالمياً من حيث عدد الأشخاص، كان من بينها 6 أزمات في بلدان أفريقية (الكونغو الديمقراطية، والسودان، وشمال نيجيريا، وإثيوبيا، وجنوب السودان، وزيمبابوي)، واثنتان في الشرق الأوسط (سوريا واليمن)، وواحدة في الأميركتين (هاييتي)، وأخرى في جنوب آسيا (أفغانستان).
وأرجعت “الفاو” والمنظمات الأممية الأخرى تفاقم أزمة الغذاء إلى عوامل عدة، منها الفقر، واتساع حالات عدم المساواة في الدخل والقدرة الإنتاجية والتقنية والتعليم والصحة. كما ذكرت عوامل أخرى قد تقف وراء سوء التغذية وانخفاض الأمن الغذائي، وتلك العوامل تظهر بشكل محلي وبصورة غير منتظمة، أو تترتب عنها آثار محدودة طويلة الأمد.
يترتب على الأزمة الغذائية، ارتفاع أسعار الأغذية، وانتشار أسراب الجراد، وتفشي الأمراض المحلية، ورداءة المرافق والخدمات الصحية، وضعف ممارسات تغذية الأطفال.
يتركز العدد الأكبر من السكان الجياع في 3 بلدان متأثرة بالصراعات، هي الكونغو الديمقراطية (21.8 مليون) ويليها اليمن (13.5 مليون) ثم أفغانستان (13.2 مليون)، بالإضافة إلى دول مثل، سوريا (12.4 مليون) والسودان (9.6 مليون).
الوضع ينذر بكارثة
وذكر التقرير إن الوضع الحالي قد ينذر بكارثة، إذ أن العدد يزيد على 45 في المائة من مجموع السكان المصنفين عالمياً في مرحلة الأزمة الغذائية أو المراحل الأسوأ.
ومن جهة أخرى، تناول التقرير تصنيف الدول طبقاً لانتشار الأزمات الغذائية في الدول المذكورة سابقاً، إذ أن هناك 60% من سكان سوريا ضمن مرحلة الأزمة الغذائية أو المراحل الأسوأ. وتأتي دولة جنوب السودان ثانياً بنسبة 55 في المائة، تليها اليمن وزيمبابوي بنسبة 45 في المائة. ويتوقع التقرير أن تتعمق الأزمة الغذائية العالمية في 2021 نتيجة النزاعات وجائحة “كوفيد- 19” والأزمات الاقتصادية الواسعة النطاق، مما يستلزم استمرار المساعدات الإنسانية على نطاق كبير.
ونتيجة للأزمات التي حدثت في بعض البلدان العربية؛ تعذَّر على شخص واحد من كل 3 أشخاص في العالم الحصول على غذاء كافٍ.
اقرأ ايضًا
الجفاف يهدّد سوريا.. والسبب: تراجع مستوى نهر الفرات