بينما يستعد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة، تستمر التحولات في السياسة العالمية. دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لترامب لحضور إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام تجسد خطوة استراتيجية مليئة بالرسائل الرمزية، ربما قد تفضي إلى تطورات في علاقة ماكرون بترامب في ظل تحديات سياسية عميقة على الصعيدين الأمريكي والأوروبي.
اختار ماكرون استضافة ترامب في حدث عالمي يعيد تسليط الضوء على كاتدرائية نوتردام بعد خمس سنوات من الحريق المدمر. هذا الحدث يمثل عودة ترامب إلى الساحة الدولية ويمنح ماكرون فرصة لتعزيز موقع فرنسا كحليف رئيسي لواشنطن.
ترامب عبّر عن امتنانه لدعوة ماكرون، قائلاً عبر منصة “Truth Social”:
“الرئيس إيمانويل ماكرون قام بعمل رائع في استعادة كاتدرائية نوتردام إلى مجدها الكامل. إنه يوم مميز للجميع!”
في الوقت الذي يسلط ترامب الأضواء على نفسه في باريس، يقوم الرئيس الحالي جو بايدن بزيارة رسمية إلى أنغولا. يهدف بايدن لتعزيز الالتزام الأمريكي تجاه أفريقيا في مواجهة التوسع الصيني، إلا أن زيارته تواجه صعوبة في جذب الاهتمام مقارنة بظهور ترامب المثير في فرنسا.
بايدن يواجه انتقادات داخلية أيضًا، خاصة بعد قراره المثير للجدل بالعفو عن ابنه هانتر بايدن، مما أضعف صورته أمام الشعب الأمريكي وحتى داخل حزبه الديمقراطي.
عودة ترامب للرئاسة تثير قلقًا عالميًا، حيث يتوقع أن يكون أكثر حدة واندفاعًا في سياساته مقارنة بفترته الأولى. من أبرز القضايا:
دعوة ماكرون لترامب تعكس محاولاته لتعزيز مكانة فرنسا كقوة أوروبية رئيسية، خاصة بعد تراجع دور ألمانيا وبريطانيا:
اختار ترامب تشارلز كوشنر، والد زوج ابنته إيفانكا، سفيرًا للولايات المتحدة في فرنسا. ورغم أن كوشنر سبق أن أدين بتهم قانونية وتم العفو عنه من قبل ترامب، قد يُنظر إلى تعيينه كدليل على قربه من الرئيس. التعيين يوفر لإيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر فرصة للعودة إلى الأضواء عبر أحد أهم المناصب الدبلوماسية.
شهدت العلاقة بين ماكرون وترامب تقلبات واضحة:
عودة ترامب إلى الساحة الدولية ليست مجرد حدث سياسي، بل مؤشر على مرحلة جديدة من التحديات العالمية. دعوة ماكرون تحمل أبعادًا استراتيجية واضحة، حيث تسعى فرنسا لتثبيت موقعها كحليف رئيسي لواشنطن. ومع ذلك، يظل السؤال حول تأثير هذه العودة على العلاقات الدولية والاستقرار العالمي مفتوحًا.