أحداث جارية سياسة

طموحات ترامب بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط محاطة بالعراقيل

طموحات ترامب بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط قد تكون محاطة بالعراقيل

تًعد الصراعات العالمية في أوكرانيا والشرق الأوسط من أبرز القضايا التي ستكون مطروحة على طاولة ترامب خلال أيامه الأولى في البيت الأبيض.

ويطمح ترامب إلى إنهاء الحروب والصراعات العالمية كما وعد سابقًا خلال حملته الانتخابية، ولكن تجارب ترامب السابقة لا توحي بالكثير.

وخلال ولايته الأولى، فشل ترامب فشل ترامب في التوصل لاتفاقات ناجحة مع الصين وإيران وكوريا الشمالية، بخلاف أن العالم تغير كثيرًا خلال السنوات الأربع التي ترك فيها المكتب البيضاوي.

وفيما يلي 5 تغييرات طرأت على العالم خلال السنوات الأربع الماضية:

تصعيد الحرب الروسية – الأوكرانية

كان إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية من أكبر وعود ترامب خلال حملته الانتخابية، وقال إنه سيفعل ذلك في غضون 24 ساعة فقط.

ويرغب ترامب في إنهاء الحرب في أوكرانيا بهدف تجنيب الولايات المتحدة المزيد من المساعدات العسكرية التي تمد بها كييف، وتواجه انتقادات كبيرة في الداخل الأمريكي.

وربما يسعى ترامب لتحقيق ذلك من خلال إقناع أوكرانيا بالتنازل عن بعض أراضيها أو حتى عضويتها في الناتو مقابل وقف إطلاق النار.

ولكن التوصل إلى مثل هكذا اتفاق يتطلب استقرارًا في الخطوط الأمامية للحرب، وهو ما يحدث عكسه منذ إعلان فوز ترامب.

وعلى الرغم من أن الرئيس المنتخب حذر بوتين من التمادي في التصعيد خلال مكالمة هاتفية بعد الانتخابات الرئاسية إلا أن الأخير لم ينصت لذلك واستمر في حشد قواته في جنوب شرق أوكرانيا.

وعلى الجانب الآخر، لم تكن الأوضاع في أوكرانيا أفضل حالًا، إذ سمحت إدارة الرئيس جو بايدن باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي بعد شهور من إلحاح كييف.

وهذه الخطوة دفعت بوتين للتلويح مرة أخرى باستخدام السلاح النووي، لتكون حلقة جديدة في سلسلة التصعيد بين الجانبين.

وهذه التطورات تثبت أن لا بوتين ولا الأوكرانيين على الاستعداد الآن لمناقشة أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

حروب الشرق الأوسط

على الرغم من أن ترامب أعلن من قبل تأييده لخطط نتنياهو بشأن الحرب، إلا أنه قال لرئيس وزراء الاحتلال إنه يرغب في رؤيته يضع حدًا لتلك الحروب بمجرد توليه الحكم في 20 يناير المقبل.

وفي حين أن نتنياهو قد يكون أكثر رضوخًا لترامب مما كان عليه خلال فترة إدارة بايدن، إلا أن الاحتلال الآن في وضع أقوى سياسيًا، ما يجعله قادرا على مقاومة الضغوط الأمريكية.

ويأتي ذلك بعد سلسلة من الاغتيالات التي نفذها بحق قادة حماس خلال الشهور الماضية، والضربات التي وجهها لحزب الله وإيران، ما منح حكومة نتنياهو فرصة للبقاء في الحكم سنة أخرى على الأقل.

ونشرت وسائل إعلام أن الاحتلال يؤكد أن أهدافه العسكرية في غزة تحققت وأنها أصبحت جاهزًا للتوصل إلى اتفاق مع حزب الله في لبنان لوقف إطلاق النار ليكون بمثابة هدية لترامب بعد تولي المنصب، ولكنه حتى الآن أمر غير مؤكد.

وقال نتنياهو من قبل إن الاحتلال سيواصل عملياته ضد حزب الله، وأنه يسعى لضم الضفة الغربية، وهو أمر قد يساعده فيه المؤيدين لإسرائيل في إدارة ترامب، وهو أمر بالطبع سيطيل من أمد الحرب.

القدرات النووية لإيران

من بين الوعود التي أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية، هو إقناع إيران بالتخلي عن أسلحتها النووية، من خلال خطة للضغط عليها بزيادة العقوبات وخنق مبيعاتها النفطية.

ولكن الرئيس الإيراني المعتدل مسعود بزشكيان قال من قبل إنه منفتح على التعامل والتفاوض مع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية.

ولكن إيران في اوقت الحالي لديها دافع أكبر لامتلك الأسلحة النووية، بعد الضربات التي وجهها الاحتلال لوكلائها في الشرق الأوسط حماس وحزب الله.

وفي وقت سابق من هذا العام، اقترح قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني أن إيران قد تراجع “عقيدتها النووية” في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وفي الوقت الحالي باتت إيران أقرب لامتلك السلاح النووي، عما كانت عليه في 2018 عندما خرج ترامب عن الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما.

ومن بين العوامل التي قد تساعد على تسريع إيران لبرنامجها النووي، هو تأكيد المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين أن الهجوم الانتقامي الذي سنه الاحتلال على إيران الشهر الماضي أدى لتدمير منشأة نشطة لأبحاث الأسلحة النووية.

التقارب بين روسيا وكوريا الشمالية

خلال ولاية ترامب الأولى كان هناك نوع من الحميمية بين الطرفين، ووصف ترامب العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ بأنها “صداقة خاصة”، أما الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أظهر ودًا غريبًا في رسائل متبادلة.

ولكن على مدار السنوات الأربع الماضية، نجح كيم في تطوير برنامجه النووي الباليستي، إلى جانب إقامة تحالف عسكري جديد مع روسيا جعل بيونغ يانغ أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة الأمريكية في المساعدات.

وبموجب هذا التحالف تمد موسكو بيونغ يانغ بمساعدات غذائية وأموال ونفط ومن المحتمل تكنولوجيا عسكرية، وهي نفس المساعدات التي كانت تحصل عليها من واشنطن في السابق من خلال الاتفاقيات.

ويقول ستيفن ويرثيم، الخبير الاستراتيجي في السياسة الخارجية في مؤسسة كارنيغي، إن التوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية لم يعد سهلًا مثلما كان في فترة ولاية ترامب الأولى، لأنه سيتطلب بذل المزيد من الجهد لإبعاد كوريا الشمالية عن الروس.

سياسة الصين المتشددة

بالنسبة للتجارة وقضية تايوان، بات الرئيس الصيني شي جين بينغ أكثر تشددًا في سياسته، مقارنة بما كان عليه قبل 4 سنوات.

بخلاف ذلك بات ترامب أمام عقبة أخرى وهي العلاقات المتعمقة بين الصين وموسكو والتي تقوم بالأساس على معارضة الهيمنة الأمريكية.

ويهدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية بقيمة 60%، وهو ما قد ينعكس بالسلب على الاقتصاد اصليني الذي يواجه أزمات بالفعل أدت إلى تراكم الديون وتراجع الاستثمار الأجنبي وهروب رأس المال.

ولكن على الرغم من انفتاح ترامب على شن حرب تجارية مع بكين، إلا أنه أعرب عن رغبته في خوض حرب فعلية بشأن تايوان.

سياسة إدارة ترامب

سيتوقف الأمر على تعامل الولايات المتحدة مع تلك القضايا على الأفراد الذين عينهم ترامب في إدارته، خصوصًا في ظل التناقض الكبير بين بعض أعضاء الحزب الجمهوري الذين يتبنون سياسية فرض القوة ورفض التفاوض، وآخرين يتبنون سياسة “أمريكا أولًا” ويميلون إلى الانعزالية وتجنب الصراعات.