يُسلط الضوء حاليًا على الإجراءات التي من المفترض أن يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء أزمة الجوع في غزة، وسط الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعيشيها القطاع منذ أشهر وتحديدًا فيما يخص نقص الغذاء.
وفكك الباحث السياسي الدكتور حمود الرويس، الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية المعلنة لتقديم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، معتبرًا أنها لا تهدف إلى تخفيف المعاناة بقدر ما تخدم أجندات سياسية واستخباراتية. وأشار الرويس، خلال حديثه لبرنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إلى أن الآليات الجديدة، مثل “مؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية”، والمواقف التي يتبناها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، تكشف عن خلل عميق ونوايا غير معلنة.
أوضح الدكتور الرويس أن الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي لديهما موقف معادٍ لدور الأمم المتحدة في غزة، وتحديدًا وكالة “الأونروا”. ولهذا السبب، تم إنشاء كيان بديل وهو “مؤسسة غزة للمساعدات الإنسانية”، التي تأسست في فبراير 2025 على يد عسكري سابق في قوات المارينز الأمريكية وبدأت عملها في يونيو. ووصف الرويس دور هذه المؤسسة بـ”المشبوه”، مؤكدًا أنها مدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا لتحقيق عدة أهداف خفية.
ويرى الرويس أن الهدف هو تلميع صورة إسرائيل أمام العالم. حيث قال: “تحاول أن تلمع صورة إسرائيل في قضية تجويع الشعب الغزاوي لأنه الآن ستظهر أمام العالم أن هذه المؤسسة تقدم مساعدات بعد سماح إسرائيل لها لكن في الحقيقة هي لا تفعل ذلك”. فهي تخلق انطباعًا بوجود مساعدات، لكنها لا تقدم فعليًا ما يحتاجه السكان. كما أشار الرويس إلى الدور الاستخباراتي المحتمل، قائلًا: “مثل هذه المؤسسات المشبوهة التي يدشنها مسؤولون عسكريون تقوم عادة بدور مخابراتي داخل قطاع غزة”. واستشهد على ذلك بالقول: “رأينا أنه كثير من الاستهدافات حدثت أمام هذه المنظمات وبسكوت منها”.
وانتقد الباحث السياسي حجة منع وصول المساعدات إلى حماس، معتبرًا إياها ذريعة للتحكم والتصنيف، وتساءل ساخرًا: “كأن هناك كشوفات أمام تلك المنظمة لتصنيف الناس وفق من ينتمون إلى حماس وغير ذلك”.
هل سينجح ترمب في إطعام أهالي غزة الجوعى؟
تعرف على الخلل في خطة ترمب من خلال إجابة الباحث السياسي د. حمود الرويس لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/5yuUK3C7Fr
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) August 2, 2025
وجه الدكتور الرويس اتهامات مباشرة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، واصفًا مواقفه بـ”السلبية” ودوره بـ”المشبوه” الذي يتماشى مع الأجندة الأمريكية والإسرائيلية. واستند في تشكيكه إلى واقعتين رئيسيتين. الواقعة الأولى هي تصريح ويتكوف الذي نفى فيه وجود مجاعة في غزة. وعن ذلك قال الرويس: “تصريحه بأنه لا توجد مجاعة في غزة تكذب الواقع وما يشاهده الناس على مواقع التواصل الاجتماعي وفي القنوات التليفزيونية وفي المواقع المعاش داخل القطاع”.
أما الواقعة الثانية والأخطر، فتتعلق بدوره في إفشال صفقة تبادل الأسرى. حيث قال الرويس: “أولاً قبل أسبوعين عندما كان الطرفان الإسرائيلي وحماس على وشك الاتفاق ووافقت حماس على ما تم طرحه من قبل الوسطاء القطري والمصري، وجدنا انسحاب ويتكوف وبالتالي انسحاب الاحتلال حتى لا تتم الصفقة”. وخلص الرويس إلى أن هذا السلوك يؤكد أن ويتكوف لا يعمل كوسيط نزيه، بل كطرف منحاز يهدف إلى تحقيق مصالح الحليفين الأمريكي والإسرائيلي على حساب التوصل إلى حل حقيقي للأزمة.
“أنا أشكك في موقف ويتكوف بشأن محاولة إيجاد حل لأزمة غزة”
تعرف على الأسباب في إجابة الباحث السياسي د. حمود الرويس لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/lSoBNvuY1m
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) August 2, 2025