ثقافة

القلافة.. هندسة صناعة السفن في السعودية قديمًا

نجح سكان المملكة منذ قرون في الاتصال فيما بينهم ومع الشعوب الأخرى عبر البحر، بفضل براعة البعض منهم في ممارسة مهنة القلافة، فما الذي نعرفه عنها؟

تعريف ومنشأ القلافة

تعرف القلافة بأنها مهنة صناعة السفن الخشبية التقليدية، والتي انتشرت في شرقي المملكة قديمًا.

ويطلق على ممارس هذه المهنة اسم القلّاف، وهو صانع السفن الصغيرة ومتوسطة الحجم؛ لأغراض النقل البحري والتجارة.

واستخدم الصيادون القوارب والسفن التي أنشأها القلافو في المهام اليومية للظفر بما يجود به قاع البحر من أسماك وكائنات بحرية للتجارة بها.

ولم يقتصر عمل هذه القوارب والسفن على التجارة فقط، بل كانت تستخدم قديمًا في التنقل بين محافظة أملج ومحافظة ضباء لنقل حجاج بيت الله الحرام القادمين من مصر.

مراحل عمل القلاف

يبدأ القلاف بتنفيذ مهامه في القارب أو السفينة بدءًا من القاعدة التي يساعده على تنفيذها مجموعة من الحرفيين الآخرين.

يثبّت القلاف عامودين في مقدمة ومؤخرة القارب ثم يقوم بتركيب الألواح الخشبية السبعة على الجانبين وتركيب الأضلاع ليحكم بعد ذلك ربط الألواح بالأضلاع فيكتمل هيكل القارب، ويضع بعدها “الكلفات” بين الألواح ويدهن القارب بالصل .

ويُستخدم في صناعة هذه القوارب والسفن أخشاب الكافور والسدر والكينه والنيم والتي تزرع جميعها ويتم إحضارها من داخل المملكة سواء في محافظة أملج أو خارجها.

ويدخل القطن في صناعة الحبال التي يتم ربط أجزاء السفينة بها لتثبيت أعمدتها فيما يستخدم القماش العادي لصنع الشراع المخصص لتوجيه القارب أو السفينة حسب اتجاه الرياح .

وحسب بعض المهتمين بهذه الصناعة، كانت للقلافة تقاليد في الماضي، حيث لم تكن تبدأ عملية التصنيع إلا بعد اتفاق صاحب السفينة الذي يملك المال مع كبير القلافة، ويبدأ في رسم السفينة، ويضع تصميمها وحمولتها، ثم يعاين نوعية الخشب، ثم يختار القلافة المهرة، ثم يبدأ ببناء “البيص”، أو قاعدة السفينة، ويقيس الميل والتجويف، ثم يركب الألواح، ثم القواعد العليا فوق الألواح.

وفي الحاضر، بعد أن شهدت البلاد نهضة عمرانية وامتدت المباني والتجمعات السكنية، وأصبح النقل التجاري أسهل، توجه معظم القلافين إلى مهنة النجارة وصناعة الأبواب والشبابيك التقليدية؛ لتلبية الطلب المحلي المتزايد لهذه الصنعة.

المصادر:

واس

موقع rotana

موقع saudipedia