بعد فوز دونالد ترامب بالولاية الثانية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعدد 279 من أصوات المجمع الانتخابى، سيقوم بتعيين “جى دى فانس” في منصب نائب الرئيس، ليصبح فانس البالغ من العمر 40 عامًا أحد أصغر نواب الرؤساء في تاريخ أمريكا.
ونستعرض خلال السطور التالية أبرز المحطات في حياة نائب الرئيس رقم 50 فى تاريخ الولايات المتحدة
من هو جي دى فانس؟
جيمس ديفيد فانس، الذي يُعرف باسم جيمس ديفيد فانس، وُلد في 1984 في مدينة ميدلتاون بولاية أوهايو.
نشأ في أسرة فقيرة، ما جعله يواجه صعوبات عديدة في طفولته، وجعلته هذه الخلفية الاجتماعية يتطلع إلى تحقيق النجاح عبر التعليم والمثابرة، وهو ما ساعده على اجتياز تحديات حياته.
التحاقه بالقوات البحرية
بدأ فانس مسيرته المهنية بالانضمام إلى قوات المشاة البحرية الأمريكية حيث شارك في حرب العراق.
وبعد عودته من الخدمة العسكرية، قرر متابعة دراسته الأكاديمية وحصل على منحة لدراسة الحقوق في جامعة ييل الشهيرة، ليتمكن من تكوين علاقات قوية ويصقل شخصيته ويكتسب المعرفة القانونية.
والتقى في الجامعة بزوجته المستقبلية أوشا تشيلوكوري، حيث تزوجها في العام 2014 وأنجبا 3 أطفال، وأصبحت من أبرز المساندين له في حياته المهنية والسياسية.
من عالم القانون إلى مجال الاستثمار التكنولوجي
بعد سنوات من العمل في مجال القانون، قرر فانس أن يغير مساره المهني لينتقل إلى قطاع الأعمال، وانضم إلى شركة “كابيتال ميثريل” الاستثمارية في مجال التكنولوجيا في 2017، وحقق نجاحًا ملحوظًا في هذا القطاع.
الكتاب الذي قلب مسيرته
في عام 2016، قرر فانس أن يؤلف كتابًا يسرد فيه قصة معاناة الطبقات العاملة في مسقط رأسه في أوهايو، في كتابه الذي حمل عنوان “Hillbilly Elegy”.
تضمن الكتاب وصفًا حيويًا للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها العديد من الأمريكيين في المناطق الريفية، مع التركيز على الفقر والتحديات التي تواجه الأسر ذات الدخل المنخفض.
وبجانب الكتاب، تم إنتاج فيلم عن الكتاب بواسطة منصة “نتفليكس”، والذي لاقى إقبالًا كبيرًا في الولايات المتحدة، حيث سلط الضوء على معاناة الأمريكيين البيض في المناطق الريفية.
تحول فانس من معارض لترامب إلى مؤيد قوي
على الرغم من أن فانس كان من أشد منتقدي دونالد ترامب في البداية، حيث وصفه بأنه غير مؤهل لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة، لكن خلال حملة مجلس الشيوخ، اعتذر فانس عن تصريحاته العامة السابقة وحصل على تأييد ترامب، مما دفعه إلى قمة الميدان الجمهوري وفي النهاية إلى مجلس الشيوخ في 2022.
في هذا الوقت، بدأ فانس يؤيد سياسات ترامب بشكل كامل، بل واعتبره مرشحه المفضل في الانتخابات، مشيدًا به وبسياساته التي تجذب مؤيدين من التيار اليميني في الحزب الجمهوري.
أيديولوجية فانس السياسية
منذ دعمه الكامل لترامب، تحول فانس إلى أحد أبرز الأصوات اليمينية في السياسة الأمريكية.
وفي هذا السياق، دعّم بشدة فكرة منع الإجهاض، حتى في حالات الاغتصاب وسفاح القربى.
كما أصبح من أبرز المدافعين عن تقوية الرقابة على الحدود الأمريكية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ووصف نفسه بأنه “جزء من حركة اليمين الجديد” التي تضم مؤيدين لترامب ومنهجياته السياسية.
العدو الجديد للديمقراطيين
لم يتوقف فانس عن مهاجمة الديمقراطيين، حيث دافع عن ترامب في صراعه مع القضاء الأمريكي، حيث اتهم إدارة بايدن في تغريدة له، بالسعي لسجن ترامب مدى الحياة، معتبرًا أن هذا الهجوم هو “أكبر تهديد ضد الديمقراطية”.
هذا الموقف جعل منه شخصية مثيرة للجدل، حيث يعتبره أنصار ترامب بطلًا في معركة القضاء، في حين يراه الديمقراطيون تهديدًا لقيمهم السياسية.
اتهامات الديمقراطيين له بالتطرف في القضايا الاجتماعية
بعد أن أعلن ترامب عن اختيار فانس كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2024، بدأ المعسكر الديمقراطي في توجيه انتقادات لاذعة ضد فانس.
تصاعدت هذه الانتقادات حول موقفه من القضايا الاجتماعية مثل الإجهاض، التي يعتبرها الديمقراطيون واحدة من أبرز القضايا التي يختلفون فيها معه.
بالإضافة إلى ذلك، سعى الديمقراطيون إلى تذكير الناخبين بمواقفه السابقة المعادية لترامب في عام 2016، مع محاولة الحد من تأثيره على الشباب والناخبين المترددين.
ويرى المحللون أن فانس سيكون شخصية محورية في تعزيز التيار اليميني في السياسة الأمريكية، وسيتعين على الحزب الديمقراطي الاستعداد لمواجهة تحدياته في السنوات القادمة.
المصدر: