عادة ما تقف مجموعة من الأسباب الرئيسية وراء حالات انفصال الأزواج، بغض النظر عن طبيعة وخصوصية كل علاقة بين الشريكين.
ويقول محللو ومستشارو العلاقات الزوجية، إن تلك الأسباب على الأغلب تتداخل وتتشابك بما لا يدع مجالًا واسعًا للتدخل وحلها.
وفيما يلي أبرز العوامل التي تؤدي لانفصال الشريكين:
الأفكار السامة
مثل الإيمان بعدم وجود قدرة على التواصل بين الزوجين، وخصوصًا في ظل محاولات الشريكين التوصل إلى طريقة يمكن بها التعبير عن احتياجاتهما للآخر.
ويدفع هذا الانهيار إلى سيطرة المزيد من الاستياء وسوء الفهم على العلاقة بين الطرفين.
وبحسب دراسة أجراها علام النفس المتخصص في الاستقرار الزوجي، جون جوتمان، فإن بعض السلوكيات مثل الانتقاد والدفاع عن النفس والتجاهل والازدراء، كفيلة بوضع نهاية لأي علاقة زوجية.
وغالباً ما تنبع هذه السلوكيات من أفكار سامة تدفع الزوجين إلى النظر إلى بعضهما البعض كخصوم وليس كشريكين.
ويبني اللوم واليأس الذي ينظر به كل طرف إلى الآخر جبالًا جليدية يصعب معها التواصل الفعّال.
وينصح الخبراء بضرورة استبدال الأفكار الهدامة بأخرى بناءة، وترك مساحات دائمة للتشاور والنقاش والتفاهم، ومحاولة تقليل اللوم بين الطرفين.
النزاعات المستمرة دون حل
لا تخلو أي علاقة زوجية من الخلافات، ولكن ترك تلك النزاعات دون حل من شأنه أن يتسبب في تفاقم الخلاف ومن ثم يؤدي إلى الانفصال.
ومع تجاهل المشكلات وعدم السعي لحلها، تبني جدارًا عازلًا بين الزوجين ويخلق مسافات عاطفية بينهما.
وأظهرت دراسة نشرت في مجلة الزواج والأسرة أن الأزواج الذين يتجنبون معالجة الخلافات بشكل مباشر هم أكثر عرضة لعدم الرضا عن العلاقة.
وينصح الخبراء بتخصيص وقت أسبوعي لمناقشة الخلافات بين الزوجين والبحث عن حلول لها، ومحاولة إدارة النزاعات لمنع تحولها إلى استياء دائم.
الانفصال العاطفي والجسدي
قد يكون الابتعاد العاطفي والجسدي بين الزوجين مؤشرًا خطيرًا على تدهور العلاقات بينهما.
وغالبًا ما ينشأ الانفصال العاطفي نتيجة للإهمال والوحدة وعدم الاكتراث بالطرف الآخر، وقد يحدث أيضًا نتيجة للصراعات والخلافات غير المحلولة.
ولا يقتصر الأمر على العلاقة الحميمية فقط، بل بمرور الوقت قد يُصبح الشريكان خلالها مجرد شخصين يعيشان حياة متوازية بدلًا من مشاركتها.
وفي هذا الصدد، ينصح الخبراء باختيار نشاط معين للتقريب بين الشريكين، حتى ولو مجرد نزهة أسبوعية أو طهي العشاء معًا، وعدم إغفال التصرفات البسيطة التي تخلق المودة مثل الإمساك بالأيدي والمجاملات التي تُعيد إحياء الروابط العاطفية والجسدية.
الأهداف المختلفة
في الكثير من الأحيان لا يهتم الزوجان بمحاولات التقريب بين أهدافهما المختلفة، وهو ما ينتج عنه خلافًا في الأولويات وبالتالي توتر كبير في العلاقة.
ويكون التأثير أكبر في بعض القضايا الحياتية الهامة مثل الإنفاق وتنظيم الأسرة، ما يؤدي إلى علاقة يقودها الشد والجذب بمرور الوقت.
ولذلك ينصح الخبراء بفتح نقاشات دائمة حول الأهداف والقيم المستقبلية، وإقامة محادثات منتظمة لتتناسب مع تغيّر الظروف الحياتية.
المصدر: psychology today